مع التطور الحاصل والكبير جداً خاصة في مجال التكنولوجيا والتقنية الحديثة ، ومع اعتماد العديد من نشاطنا وخدماتنا وسبل عيشنا الان على الاتصال اللاسلكي الوايرلس Wireless، عبر شبكة ضخمة من الانترنت تصل اقصى شرق الارض بغربها وشمالها بجنوبها، فقد ظهر مصطلح انترنت الاشياء Internet of Things IOT بشكل كبير ومتكرر جداً مما القى عليها الضوءا, فما هو انترنت الأشياء؟ وما الفائدته؟ وما هي التطبيقات عليه؟ ، وغيرها من الأسئلة الكثيرة نحاول طرحها بشكل سهل في هذا المقال.
– ما هو انترنت الأشياء ؟
لنبدء بشكل مبسط فمصطلح انترنت الاشياء Internet of Things IOT ، يشير إلى مليارات الأجهزة المادية في جميع أنحاء العالم المتصلة بالإنترنت ، وكلها تجمع البيانات وتشاركها. بفضل وصول رقائق الكمبيوتر الرخيصة للغاية وشمولية الشبكات اللاسلكية ، وذلك دون تدخل مباشر للمستخدم او العامل البشري.
فمن الممكن تحويل أي شيء ، قابل للاتصال بالانترنت ، إلى جزء من انترنت الأشياء. كما إن ربط كل هذه الأشياء المختلفة وإضافة أجهزة استشعار إليها يضيف مستوى من الذكاء الرقمي إلى الأجهزة التي ستكون غبية بخلاف ذلك ، مما يمكّنها من توصيل البيانات في الوقت الفعلي دون إشراك إنسان. تجعل إنترنت الأشياء نسيج العالم من حولنا أكثر ذكاءً وأكثر استجابة ، ودمج الأكوان الرقمية والمادية.
– ما هو تاريخ انترنت الأشياء؟
نوقشت فكرة إضافة أجهزة استشعار وذكاء اصطناعي إلى الأشياء الأساسية خلال الثمانينيات والتسعينيات رغم وجود جدلاً بين البعض في ذلك ، ولكن بصرف النظر عن بعض المشاريع المبكرة – بما في ذلك آلة البيع المتصلة بالإنترنت – كان التقدم بطيئًا ببساطة لأن التكنولوجيا لم تكن جاهزة. كانت رقائق الكمبيوتر والمعالجات كبيرة جدًا وضخمة ولا توجد وسيلة لتوصيل الأشياء بفعالية فيما بينها.
كانت هناك حاجة إلى معالجات رخيصة الثمن وذات قوة عالية بما يكفي لتكون قابلة للتصرف قبل أن تصبح أخيرًا فعالة من حيث التكلفة لتوصيل مليارات الأجهزة. وقد أدى اعتماد علامات RFID – رقائق منخفضة الطاقة يمكنها الاتصال لاسلكيًا – إلى حل بعض هذه المشكلة ، إلى جانب زيادة توافر الإنترنت عريض النطاق والشبكات الخلوية واللاسلكية. إن اعتماد IPv6 – والذي من بين أمور أخرى ، ينبغي أن يوفر ما يكفي من عناوين IP لكل جهاز من المحتمل أن يحتاج العالم – كان خطوة ضرورية لنطاق انترنت الاشياء Internet of Things IOT.
نبذة تقنية تاريخية:
كانت إضافة علامات RFID إلى أجزاء باهظة الثمن من المعدات للمساعدة في تتبع موقعها واحدة من أوائل تطبيقات إنترنت الأشياء. لكن منذ ذلك الحين ، استمرت تكلفة إضافة أجهزة الاستشعار واتصال الإنترنت بالأشياء في الانخفاض ، ويتوقع الخبراء أن هذه الوظيفة الأساسية قد تكلف يومًا ما أقل من 10 سنتات ، مما يجعل من الممكن توصيل كل شيء تقريبًا بالإنترنت.
كان إنترنت الأشياء أكثر إثارة للاهتمام في البداية للأعمال التجارية والصناعية ، حيث يُعرف تطبيقه أحيانًا باسم جهاز لآلة (M2M) ، لكن التركيز الآن على ملء منازلنا ومكاتبنا بالأجهزة الذكية ، وتحويله إلى شيء ذي صلة تقريبًا كل واحد. تضمنت الاقتراحات المبكرة للأجهزة المتصلة بالإنترنت “blobjects” (الكائنات التي تقوم بتدوين وتسجيل بيانات عن نفسها إلى الإنترنت) ، والحوسبة في كل مكان (أو “ubicomp”) ، والحوسبة غير المرئية ، والحوسبة المنتشرة.
– طرق عمل انترنت الاشياء:-
كما ذكرنا فان انترنت الاشياء هو مصطلح عام وكبير يضم العديد من التفاصيل والاقنية التي تتكامل فيما بينها لتصنع تكنولوجيا جديدة فيما يسمى تقنية انترنت الاشياء، فهي فهوم شامل يتضمّن دمج عدّة أجهزة، وبرمجيات وشبكات وتطبيقات وغيرها ا للحصول على نتائج متشاركة ومتكامل لنظام انترنت الاشياء، حيث تشتمل مكوّنات عديدة ابرزها:
الاتصال بالانترنت
بطبيعة الامر وبما اننا نتكلم عن منظومة IOT فالبتالي وجود شبكة انترنت عملية متصل بكل مكون هو الركيزة الاساسية فلذلك سمية انترنت الاشياء اي هي الاشياء المعتمدة اولاً على الاتصال بشبكة النت.
جهاز الاستشعار
تبداء الية نظام انترنت الاشياء من مستشعر موجود في مكان ما ولهدف ما ليقوم بجمع البيانات الضخمة المتواجدة حول هذا المستشعر ليبداء بارسالها عبر شبكة الانترنت إلى السحابة Cloud او الخوادم المجهزة لاستقبالها. وقد ترتبط اجهزة الاستشعار بالخوادم بطرق مختلفة قد تشكل: الهواتف الذكية، الأقمار الصناعية، الإنترنت اللاسلكي واي فاي WiFi، البلوتوث Bluetooth اوغيرها من الطرق.
السحابه او الخادم
هو جزء اساسي في منظومة عمل انترنت الاشياء، والتي هي شبكة ضخمة من الخوادم الخارقة التي تقدّم خدمات مختلفة للأفراد والشركات، فهي ما تستقبل مختلف البيانات الصغيرة والكبيرة السهلة او المعقدة من الاجهزة الاخرى و اجهزة الاستشعار التي تكون منتشرة في العديد من الطرق حسب ما ذكرنا.
معالجة البيانات
انها خطوة هامة ومنطقية ضمن العمل فبمجرّد وصول البيانات إلى السحابة او الخادم، تبدء عملية معالجتها باستخدام برمجيات تحليل البيانات، التي قد تكون عملية بسيطة أو معقدة، لانها تعتمد على كمية ونوع البيانات التي تمّ الحصول عليها واستقبالها.
التطبيقات او لوحة تحكم المستخدم
بعد تحليل البيانات في الخطوة السابقة ا ترسل النتائج إلى المستخدم النهائي في شكل معيّن او عبر تطبيق ما، ليقوم المستخدم او المتلقي بتغيير أو تعديل إعدادات أجهزة الاستشعار، وفي بعض الحالات يمكن تعديل أجهزة الاستشعار بشكل أوتوماتيكي دون الحاجة لتدخل المستخدم او التدخل البشري.
– الاشياء في الانترنت:-
اطلق اسم انترنت الاشياء بهدف معروف ان هناك انترنت للاشياء، فما هي هذه الاشياء التي تدخل ضمن هذه المنظومة؟ هو كل شيء يمكن أن تتعرف عليه شبكة الإنترنت من خلال بروتوكولات الإنترنت المعروفة. إلى حد كبير يمكن تحويل أي كائن مادي إلى جهاز انترنت الأشياء إذا كان من الممكن أن يكون متصلاً بالإنترنت ليتم التحكم فيه أو توصيل المعلومات. فهناك امثلة عديدة منها:
الاجهزة الذكية:
مثل التلفاز الذكي والاجهزة اللوحية و الأجهزة الذكية والقابلة للإرتداء , وهناك العديد من الامثلة كنظارة جوجل Google، او ساعة قياس النبض اوالقلب وغيرها.
الاجهزة المنزلية والمكتبية:
فمثلاً المصباح الذي يمكن تشغيله باستخدام تطبيق الهاتف الذكي هو جهاز إنترنت الأشياء ، وكذلك مستشعر الحركة أو منظم الحرارة الذكي في مكتبك أو مصباح إنارة متصل. يمكن أن يكون جهاز إنترنت الأشياء رقيقًا مثل لعبة طفل. والأدوات المنزلية المختلفة كالثلاجة والغسالة وأجهزة الإنذار ومداخل العمارات وأجهزة التكييف. او كمثال فان المستخدم يستطيع التعرّف على محتويات الثلاجة عن بُعد من خلال استخدام الاتصال عبر الإنترنت.
وسائل التنقل:
تحظى ايضاً وسائل النقل بحيز من انترنت الشياء كالسيارات الذكية والسيارات ذاتية القيادة او مثل محرك نفاث مليء الآن بآلاف المستشعرات التي تقوم بجمع ونقل البيانات مرة أخرى للتأكد من أنها تعمل بكفاءة على نطاق أوسع. فيستطيع المستخدم مثلاً تشغيل محرّك سيارته والتحكم فيها من جهازه الحاسوبي او اللوحي او الذكي ايضاً المتصل هو بدوره بشبكة الانترنت.
الخدمات:
هناك الاكثير من الاشياء التي تدخل ضمن دائرة تقديم الخدمات ضمن خدمة انترنت الاشياء, منها خدمات طبية كالأنظمة الخاصة بالادارة الصحية يمكن أن تستخدم في قياس ضغط الدم وإدارة نبضات القلب، كما يمكن من خلال الاتصال بنظام جراحي كامل قائم على إنترنت الأشياء وبمساعدة سرعات الإنترنت من الجيل الخامس 5G من القيام بعملية جراحية عن بعد. كما يمكن تقديم خدمات الشحن والتوصيل وخدمات لوجستية اخرى عن طرق توصيلها عبر طائرات من دون طيار تتلقى معلوماتها من خوادم شركاتها.
اخرى:
ايضاً يمكن ذكر العديد والعديد من الاشياء والتي تدخل ضمن دائرة انترنت الشياء والتي يستفاد منها بشكل او باخر ومنها اجهزة مراقبة البضائع المتوفرة في المخزن وعمليات البيع والشراء، تعقب الموارد المتوفرة من حيث احتمالية نفاذها ووجود المشاكل فيها.
– المجالات المستخدمة في انترنت الاشياء:
بما ان كل ما حولنا فيه اشياء وهذه الاشياء لها القدرة على الاتصال بالانترنت فبالتالي مجال انضمامها الي هذه المنظومه واستخدامها في انترنت الاشياء كثيرة جداً نذكر منها:
المجال الشخصي:
اي ان المستخدم يقوم بتطويع الاشياء لخدمته الشخصية ولتلبية متطلباته وتسهيل امور حياته اليومي كالتحكم عن بعد بانارة منزلك او مراقبة الكاميرات او اطفاء وتشغيل سيارتك او التحكم في اثاث منزلك …
المجال الطبي:
هو من ابرز المجالات التي من المنتظر أن يطوره انترنت الأشياء وذلك مع تضمين الأجهزة الطبية لمفهوم إنترنت الأشياء IOT ، وايضاً راقبة المرضى عن بُعد وتسجيل حالاتهم ضمن السجلات الإلكترونية، كما يمكن تفعيلها أيضًا في الأجهزة القابلة للارتداء لفرض الرقابة على التمارين الرياضية وأسلوب النوم للمرضى وغيرها من العادات الصحية.
المجال الصناعي:
يعتبر. القطاع الصناعي من الاكثر القطاعات التي لديه مستقبل نامي ومزدهر بسبب الإمكانيات الوفيرة في دمجِ انترنت الاشياء IOT فيه، وقد ذلك بتوفر استخدام البيانات الخاصة بالماكينات الموجودة في أقسام المصنع والمواد والمعدات في المستودعات، ويتمثل دور إنترنت الأشياء هنا بتعقب جميع الموارد والمواد المتوفرة واحتمالية نفاذها ووجود المشاكل فيها اوغيرها؛ ويترتب على ذلك ضمان أداء الأعمال بكل كفاءةٍ وفاعليةٍ وتوفير في التكاليف.
المجال التعليمي:
بلا شك ومن المؤكد اننا في طور الذهاب الي شبكة تعليمية حول العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء Internet of Things IOT والتي زادت الحاجه اليها بعد انتشار وباء فيروس كورونا المستجد حول العالم كوفيد-19 ،COVID-19 والذي اجبر المؤسسات التعليمية الصغيرة والكبيرة والجامعات والمعاهد الي التحول الرقمي والتعلم عن بعد لعدم استطاعة الطلاب الحضور شخصياً بسبب الحجر الصحي والبقاء في المنازل. ولذلك كان الاعتماد على منصات والحاجة الي اجهزة رد الية لعمل وتصحيح وتقديم الدروس.
– اختصاصات وفرص العمل:-
بلا شك نحن في اتجاه مستقبلي قد يعتمد اعتماداً كلياً على تكنولوجيا لنطاق انترنت الاشياء Internet of Things IOT، والتي قد تكون اللاعب الاساسي في بناء مستقبل التطور العام. لذلك فمن الطبيعي ان نلجاء كلنا الي الانخراط في المجالات والتخصصات التي تدخل في نطاق انترنت الاشياء، فالسوق يحتاج لها والفرض ستكون متاحة يوماً بعد يوم. لذلك سنذكر اهم الاختصاصات والفرص لدخولها هذا المجال:
مبرمج Developer
البرمجة اول اركان صناعة عالم انترنت الاشياء، فالمطورون والمبرمجون هم المسؤولون عن اساسيات بناء كود فعلي وعملي للشبكات، حيث تقع على على عاتقهم مسؤولية بناء الجانب البرمجي من منظومة إنترنت الأشياء. كما ان البرمجة في مجال الحوسبة السحابية Cloud Development والمنصات السحابية ستكون هي الحاضن الرئيسي لكل البيانات التي ستتبادلها الأجهزة في عالم إنترنت الأشياء.
مهندس Engineer
وهو الشخص المسؤول عن بناء و هيكلة الأنظمة السحابية ودرس بعمق وفهم الفروقات بين إدارة الأنظمة في مراكز البيانات المحلية On-Premise و بين الأنظمة على السحابة. ونحن هنا نتحدث ونقصد المهندسين المتعلقين في هذا المجال ويتنوع اختصاصهم الهندسي على ما يلي:
- مهندس إنترنت الأشياء IoT Architect.
- مهندس نظم Systems Engineer.
- مهندس سحابة إنترنت الأشياء IoT Cloud Engineer.
- مهندس صناعي Industrial Engineer.
- مهندس شبكات Network Engineer.
- مهندس اختبار Test engineer.
عالم بيانات Data Scientists
وهو اختصاص هام نظراً الي حجم البيانات الضخم التي يتمّ إنتاجها وبشكل مستمر، فعالم البيانات يتعامل مع البيانات التي تمّ جمعها من أجهزة الاستشعار في المنظومة. ولذلك ستحتاج الشركات لخبرات من هذا الاختصاص للتعامل مع الكم الهائل من البيانات التي تملئ خوادهم بسبب تبنيهم لحلول “إنترنت الأشياء”.
مصمم Designer
بلا شك ليس هناك صناعة بلا تصميم وخاص تصميم الاوتوكاد الذي يعمل على تصميم الأجهزة المختلفة المستخدمة لتلقي وإرسال البيانات المختلفة مثل ساعات اليد المزودة بأجهزة استشعار، أو الأساور الذكية اوغيرها. كمان ان لمصمّم تجربة المستخدم Industrial UI/UX designer الذي بعمل على تصميم لوحة معلومات أو شاشات مرئية يتعامل معها المستخدمون، لتكون هذه اللوحات والواجهات سهلة الاستخدام ومتناسبة مع الجميع.
اخرى:
وهناك العديد من الاختصاصات التي قد تدخل بشكل او باخر في مجال انترنت الاشياء Internet of Things IOT، مثلاً ك مدير إنتاج نظام إنترنت الأشياء IoT Product Manager , مسوقيين صناعيين مندوبين قد يحتاج لهم سوق العمل ضمن هذا المجال الواسع في عالم الانترنت.
– اهمية انترنت الأشياء IOT:
التعلق الكبير الذي يتمتع فيه زماننا ومستقبلنا في شبكة الاتصالات والانترنت والتكنولوجيا المتطورة كان لنظام انترن الاشياء اهمية كبرى وربما غير مسبوقة في المستقبل الكبير بشتى انواع ومجالات حياتنا العامة اليومية، الشخصية والمهنية والدراسية، ولهذا تربط فيها عدة نقاط عامة هي:
- رفع نسبة الانتاجية والتطوير وتحسينها وتسريعها.
- تقديم خدمات مميزة جداً لكافة العملاء على اختلاف متطلباتهم.
- توفير خسارة المال والجهد في العمل والوقت.
- نظم متطورة تكشف العيوب والمشاكل قبل حدوثها وتصحلها وتتصدى لها بعد حدوثها.
- مساعدة اصحاب القرار في بناء قرارتهم واستراتيجياتهم على اسس مدروسة وحقيقة.
- المساعدة في انتاج منتجات وصناعات اكثر جودة وتحسين انتاج المصانع.
- تقديم حياة كريمة وسهلة واختصار الاعمال الشاقة او الخطرة.
اخيراً:-
اصبح من الضروري أن تولي الدول والحكومات، وكذلك الجمعيات المتعلقة بالإنترنت، اهتمام كبير وخاص في قطاع مجال انترنت الاشياء Internet of Things IOT، ولذلك كانت هناك دعوات للخبراء وورشات عمل وحوارات عامة ومستهدفة للاجتماع ولتحديد سرعة واتجاه التحرك نحو تقنية إنترنت الأشياء، لان المستقبل وعلى ما يبدو انه قادم على ظاهرة يُتوقع أن تتجذر أكثر وأكثر في سبيل الوصول إلى مجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة، وهي ظاهرة انترنت الاشياء .
شاركونا برأيكم! ،،،ا لى أي مدي يمكن لإنترنت الأشياء IoT أن يغير من حياتنا وعالمنا؟
نحن يسرنا ترك تعليقاتكم وارئكم ومتابعتكم لنا.
**********************************************