ما مدى خطورة وضع الراوتر في غرف النوم على صحة الإنسان ؟ انظر حولك، ستجد الإنترنت في كل مكان، سواء بداخل منازلنا أو مكاتبنا أو الأماكن التي نزورها ونتردد عليها. الإنترنت أصبح جزء لا يتجزأ من حياة البشر، ولولاه، لما توصلنا إلى هذا التقدم والتطور التكنولوجي المُعاصر.
ولكن هناك جوانب سلبية لأي شيء في هذه الحياة، هذه هي طبيعة الأشياء. والإنترنت ليس استثناءً، فهناك العديد من الدراسات العلمية التي تعرضت لمسألة خطورة وضع الراوتر في غرف النوم على صحة الإنسان. ولكن قبل أن ندخل في تفاصيل هذه القضية سوياً سنحاول أن نأخذكم تدريجيا في جولة سريعة لتوضيح بعض الأمور قبل أن نتعمق ونوضح لكم ما هو مدى خطورة وضع الراوتر في غرف النوم وتأثير الواي فاي على صحة الإنسان.
خطورة وضع الراوتر في غرف النوم
في الوقت الحالي، إذا ذهبت إلى مكان وفوجئت بعدم احتوائه على شبكة واي فاي، فبكل تأكيد سوف تشعر بخيبة أمل كبيرة، وستحاول الهرب منه بأسرع شكل ممكن بحثاً عن الملاذ الآمن الذي يضمن لك الوصول السريع إلى شبكة الويب. ولهذا السبب تحديداً تستمر الحكومات والمؤسسات وجهات الأعمال بتنشيط العديد من الأماكن وتزويدها بشبكة واي فاي قابلة للاستخدام، لكي تضمن لك الحصول على شبكة واي فاي مستقرة بغض النظر عن الأماكن التي تتواجد بها.
اقرأ أيضاً: ما هي مواصفات الراوتر الجيد ؟ اعرف قبل الشراء
في الوقت الحالي، ستجد شبكة واي فاي في المستشفيات ودور الرعاية الصحية، الفنادق، المحطات، القطارات، الجامعات، المدارس، شركات الأعمال المتوسطة والكبيرة والعملاقة، وبالتأكيد بداخل منازلنا. وكل هذا لأن كل من العمل والترفيه أصبحوا بمثابة عوامل مرتبطة ارتباط وثيق جداً بالإنترنت لدرجة أنك من الممكن أن تجد أحياناً صعوبة في ترك الهاتف حتى وإذا كان هناك أمور أخرى أكثر أهمية يتعين عليك القيام بها.
هل يمكنك تخيل استخدام الهاتف بدون إنترنت؟ أغلب وظائف الهاتف الذكي، بما يتجاوز 90% من وظائفه معتمدة بشكل أساسي على الإنترنت. نعم، بالتأكيد لا يزال بإمكانك استخدامه في إجراء المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية القصيرة SMS, ولكن بدون إنترنت، هذا الهاتف يفقد “ذكائه” ويصبح مجرد لوح من الزجاج والمعدن، تقتصر وظيفته على المكالمات الهاتفية فحسب، وبهذا فهو يصبح بمثابة هاتف محمول قياسي وليس هاتف ذكي.
وإذا حاولت التفكير في الأمر، ستجد أن جهاز الراوتر الخاص بك يعمل على مدار الساعة يومياً وكل يوم. حتى وإن كنت لا تستخدم الإنترنت في ذاك الوقت تحديداً، فهناك احتمالية كبيرة أن تكون هناك العديد من الأجهزة الأخرى الخاصة بأفراد أسرتك المتصلة بالإنترنت. أبسط الاحتمالات الأخرى أن العديد من الأجهزة تحتاج إلى اتصال إنترنت وهناك الكثير من العمليات والتطبيقات والخدمات التي تستمر في استخدام الإنترنت أثناء نشاطها في الخلفية.
اقرأ أيضاً: هل يجب ترك الراوتر متصلاً بالكهرباء طول الوقت؟
هاتفك يحتاج لاتصال مستقر بالإنترنت من أجل تلقي الإشعارات الجديدة والتحقق من الرسائل أو من أجل البحث عن التحديثات البرمجية لنظام التشغيل أو التطبيقات المستخدمة. أغلب مطوري التطبيقات يعملون على جدولة التحديثات الخاصة بتطبيقاتهم كي تتم خلال الليل، أثناء فترة النوم. فعلى سبيل المثال تطبيق واتس اب، فهو أشهر تطبيق للمحادثات على مستوى العالم، يعمل على إنشاء نسخة احتياطية من البيانات يومياً في تمام الساعة الثانية صباحاً بعد منتصف الليل.
خطورة وضع الراوتر في غرف النوم
لذا، ما نريد أن نلفت انتباهكم له، أنه حتى وإذا كنت لا تستخدم الإنترنت في هذا الوقت تحديداً، فلا تزال أجهزتك بما في ذلك هاتفك الذكي في حاجة لاتصال مستقر ودائم بالإنترنت. وكل هذا يعني أنه من الضروري اختيار المكان المناسب لوضع الراوتر حتى تتأكد من توفير إشارة قوية لجميع أجهزتك المنزلية حينما تحتاج للاتصال بالإنترنت. ولهذا طرحنا من قبل مقال كيف تختار افضل مكان للراوتر في منزلك ؟ لمساعدتكم في الحصول على أفضل تغطية لاسلكية و لأجل تقوية إشارة الواي فاي في المنزل.
اختيار المكان المناسب لوضع راوتر الإنترنت هو أمر حيوي وغاية في الأهمية. فعلى سبيل المثال إذا كنت تعيش في مجمع سكني فستكتشف أن أجهزتك قادرة على رؤية العديد من شبكات الواي فاي WiFi الخاصة بجيرانك القريبين منك. السبب في هذا هو أن الجدران الخشبية أو حتى الخرسانية الصلبة ليست قوية بما يكفي لمنع موجات وترددات إشارات الواي فاي التي تنتقل عبر الهواء.
أحياناً هذه العوائق تكون سبباً في تعطل إشارة الواي فاي، ولكن ليس دائماً. فحتى وإن حجزت نفسك بداخل غرفة مكونة من أربعة حوائط وباب سميك مُغلق بإحكام، ستظل إشارات الواي فاي قادرة على اختراق الجدران والوصول إليك، خاصة وإذا كنت متصل بجهاز التوجيه عبر تردد 2.4 جيجاهرتز. والآن، دعونا نعود للسؤال الذي طرحناه في مقدمة المقال وهو: “ما مدى خطورة وضع الراوتر في غرف النوم على صحة الإنسان؟
كيف تعمل شبكة الواي فاي ؟
قبل أن نتطرق للحديث عن خطورة وضع الراوتر في غرف النوم نحتاج أولاً لنلقي نظرة سريعة على كيفية عمل شبكة الواي فاي. باختصار شديد، تعمل شبكة الواي فاي على إرسال المعلومات عبر شبكة لاسلكية تستخدم خلالها موجات من ترددات الراديو لإرسال واستقبال الإشارة. تحتوي أغلب الأجهزة الإلكترونية الحديثة سواء كانت هواتف ذكية أو أجهزة المنزل الذكية أو الكمبيوتر على أجهزة استقبال إشارة واي فاي مدمجة بداخلها تسمح لك بتلقي المعلومات وإرسال واستقبال الموجات اللاسلكية.
تستخدم أجهزة الراوتر نطاقي من الترددات وهما 2.4 جيجاهرتز و 5 جيجاهرتز وكلا النطاقين يستخدمان الطاقة الكهرومغناطيسية. ولقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية والأبحاث الطبية أن التعرض لهذه الموجات بشكل مستمر له مخاطر وجوانب سلبية ضارة على صحة الإنسان.
ما مدى خطورة وضع الراوتر في غرف النوم ؟
إذا حاولت أن تخبر أي شخص بهذه المعلومات، فمن المحتمل ألا يستوعب حديثك هذا بشكل منطقي، وهذا لأنه غير مستعد تماماً لفهم خطورة الأمر. خلال الأعوام الماضية حاولت العديد من الجهات والقائمين على شئون البحث العلمي التعرض لهذه القضية الخطيرة، وتم نشر العديد من الأبحاث والدراسات التي تؤكد على أن الأضرار والجوانب السلبية التي تتسبب فيها موجات الراديو معتدلة في معظم الوقت، ولكنها في نفس الوقت من الممكن أن تهدد الحياة.
واتضح من خلال هذه الأبحاث العلمية أن موجات الراديو اللاسلكية المنبعثة من أجهزة التوجيه قادرة على قتل أنواع مختلفة من خلايا جسم الإنسان. في الواقع، الموت المبكر لخلايا جسم الإنسان هو أمر حتمي، حتى بدون التعرض لأي عوامل خارجية، ولكن المشكلة أن الموت المبكر لخلايا الجسم يتسارع بشكل كبير جداً إذا ما تعرضت لموجات شبكات الواي فاي. وبالتالي، فإن موت الخلايا بشكل متسارع قد يكون له خطر على جسم وحياة الإنسان.
اقرأ أيضاً: أهم ما ينبغي عليك فعله بعد شراء راوتر جديد
بالإضافة إلى ذلك، لقد أثبتت بعض الدراسات أن التعرض المستمر لشبكة الواي فاي له تأثير سلبي على انخفاض معدل الحيوانات المنوية. وهذه المشكلة تعني أنه من الممكن أن يواجه الشخص صعوبة في القدرة على إنجاب الأطفال. باختصار شديد، التعرض لشبكة الواي فاي بشكل مستمر قد يسبب العقم.
ضف على ذلك أن التعرض المتواصل لشبكة الواي فاي قد يتسبب في مشكلة أخرى تُعرف بمشكلة الإجهاد التأكسدي. الإجهاد التأكسدي هو نوع من الموت المبكر للخلايا أيضاً، وقد يتسبب في النهاية للإصابة بالسرطان. مثلها مثل التعرض المستمر للضوء الأزرق وشاشات الأجهزة، فقد تؤثر موجات الواي فاي على هرمون الميلاتونين في مخ الإنسان، مما يعني مواجهة اضطرابات النوم وإيجاد صعوبة شديدة حين محاولة الدخول إلى النوم ليلاً.
حاولنا أن نجيب تدريجيا على سؤال ما هو مدى خطورة وضع الراوتر في غرف النوم. إذن، هل هناك خطورة في وضع الراوتر في غرف النوم على صحة الإنسان؟ الإجابة على هذا السؤال هي “نعم، وبكل تأكيد”. فإذا كنت تضع الراوتر في غرفة نومك، فمن الأفضل إيقاف تشغيله أثناء فترة نومك لأن عكس ذلك يعني أن جسدك سيتعرض لإشارات الواي فاي على مدار اليوم وهو ما حاولت العديد من الدراسات العملية التنبيه بخصوصه. لا ينبغي أن يتعرض جسم الإنسان لإشارات الواي فاي على مدار اليوم.
إذا لم يتسبب الراوتر في أي شيء من المشاكل الخطيرة السابق ذكرها في هذا المقال، فهناك احتمال كبير أن يكون الراوتر من إحدى العوامل المتسببة في الأرق وصعوبة النوم وقلة التركيز وتشويش الذهن. ولكن ماذا تفعل إذا كنت غير قادر على إيقاف تشغيل الراوتر ليلاً بسبب اعتماد أشخاص آخرين في المنزل على اتصال الإنترنت أثناء فترة نومك؟ حينها أفضل حل لتجنب خطورة وضع الراوتر في غرف النوم هو إبعاد الراوتر عن غرفة نومك ونقله إلى غرفة أخرى مثل غرفة المعيشة أو غرفة استقبال الضيوف.
اقرأ أيضاً: أفضل مقوي إشارة واي فاي للمنزل 2022
****************