إذا كنت ترغب في معرفة كيفية حظر الشركات الإعلانية من تتبع نشاطي في الويب، فأنت جئت إلى المكان المناسب. تتبع النشاط عبر الإنترنت أصبح أمر واقع لا مفر منه. من خلال هذه التقنية Tech تحاول جميع المواقع الإلكترونية جمع معلومات عن طريقة تصفحك واهتماماتك والصفحات التي تزورها والمدة الزمنية التي تقضيها بداخلها من أجل استهدافك بالإعلانات ذات الصلة بنتائج بحثك واهتماماتك الشخصية.
تتبع نشاطي في الويب
بالنسبة لأغلب المستخدمين، هذه لا تمثل مشكلة بالمعنى الحرفي. في الواقع، يعتبرها البعض بمثابة ميزة لأن من خلالها سيكون لديك فرصة على رؤية العديد من المنتجات والسلع التي قد تلاقي اهتمامك. حينها من الممكن أن تُفاجئ ببعض مواقع البيع التجارية التي تقدم عروض وتخفيضات وحسومات ضخمة على عمليات الشراء. بهذا الشكل يمكنك الاستفادة من خلال تحقيق صفقات شراء عديدة. للمزيد من المقالات الهامة إليك كيفية تعطيل إعلانات جوجل المخصصة لحماية خصوصيتك.
اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين WiFi 5 و WiFi 6 وهل الترقية إلى راوتر WiFi 6 أصبحت ضرورية؟
ولكن بالنسبة للجزء الأخر من المستخدمين، تعتبر مشكلة تتبع نشاطي في الويب بمثابة انتهاك للخصوصية وسرقة للمعلومات الشخصية. هؤلاء هم من يضعون حماية الخصوصية على رأس أولوياتهم. فإذا كنت تندرج تحت هذه الفئة المستخدمين وتتساءل هل من الممكن حظر الشركات الإعلانية من تتبع نشاطي في الويب وتريد ألا يتم تتبعك أثناء تواجدك على الإنترنت، فسوف أوضح لك كل ما تحتاج معرفته بخصوص هذا الأمر من خلال سطور هذا المقال. نحن تطرقنا من قبل إلى كيف تحذف جميع عمليات البحث على جوجل لحماية أسرارك وخصوصيتك
ولكن كي أكون صادق معك، دعني أخبرك من البداية أن مشكلة تتبع نشاطي في الويب بمثابة الثمن أو الضريبة التي نحن مضطرون على دفعها جراء الوصول إلى خدمات الويب المجانية والاستفادة منها. ومع ذلك، هناك بعض التدابير البسيطة للتحايل على هذه المشكلة بأكثر من طريقة.
لماذا يتم تتبع نشاطي في الويب؟
إن الغرض الرئيسي من وراء تقنية تتبع النشاط عبر الإنترنت يخدم فكرة واحدة وهي تحسين مواقع الويب وطريقة عرض الإعلانات المستهدفة. تحاول المواقع الإلكترونية جمع أكبر قدر من المعلومات عنك أثناء عملية تصفحك لها لفهم تفضيلاتك الشخصية. على سبيل المثال، تحاول مواقع الويب معرفة موقعك الحقيقي الحالي من أجل تقديم إعلانات بنفس اللغة الأم التي تفهمها وتستخدمها.
يتم تحسين تقنيات التتبع بمرور الوقت من أجل تحسين استهداف جميع المستخدمين بالإعلانات الأكثر أهمية بناءً على تفضيلاتهم. وكلما جمعت هذه الموقع معلومات أكثر عنك، كلما كانت لديها القدرة على عرض المزيد من الإعلانات ذات الصلة. الشركات الإعلانية مقتنعة تماماً أن هذه هي أفضل طريقة من أجل زيادة معدل عدد النقرات وشراء المنتجات والخدمات من خلالها. وكلما تمكنت مواقع الويب من جمع معلومات أكثر، كلما ازداد معدل الأرباح من الإعلانات الأكثر تكلفة.
وفي سياق الحديث عن المعلومات التي تحاول جمعها مواقع الويب من خلال تتبع نشاطي في الويب، في الغالب هذه المعلومات ليست ضارة ولا تضر خصوصية المستخدم بشكل مباشر. ولكن بالرغم من ذلك، فإن فكرة قيام المؤسسات بجمع معلومات تخص تفضيلاتي الشخصية فكرة مرفوضة تماماً بالنسبة للبعض. وهذا لأن هذه المؤسسات تحاول أن تفهم سلوكك وشخصيتك بناءً على هذه المعلومات لتحسين استهدافك بالإعلانات التي قد تلاقي اهتمامك وهذا هو الغرض الوحيد من تتبعك.
المشكلة الأخرى التي تتسبب فق زيادة قلق المستخدم هي عدم معرفة أين تذهب هذه المعلومات في النهاية حيث يُقال أن هذه المعلومات يتم بيعها فيما بعد لشركات طرف ثالث. هذا الأمر يزيد من احتمالية تعرض هذه المعلومات للسرقة من قِبل القراصنة والمحتالين أيضاً.
كيف يتمكن المعلنون من تتبع نشاطي في الويب؟
الإعلانات هي مصدر الدخل الوحيد لعدد كبير من الشركات والمؤسسات الربحية. وتقنية التتبع هي السبيل الوحيد لجعل خدماتهم أكثر فعالية. وفي الوقت الحالي توجد العديد من الطُرق والأساليب التي تستخدمها مواقع الويب من أجل تتبع نشاطي في الويب. وأشهر هذه التقنيات هي تقنية ملفات تعريف الارتباط أو المعروفة باسم ملفات الــ “Cookies”.
هذه الملفات هي عبارة عن سلسلة صغيرة من التعليمات البرمجية التي يتم دمجها في متصفح الويب الذي تستخدمه. هذه التعليمات تتيح القدرة لمواقع الويب معرفة ما هي المواقع التي قمت بزيارتها في الماضي وما هي الصفحات التي قمت بفتحها داخل تلك المواقع وما هي طول المدة الزمنية التي قضيتها أثناء تصفحك لها والعديد من المعلومات الأخرى.
على الرغم من أن الفكرة العامة السائدة من وراء تقنية ملفات تعريف الارتباط هي الاحتفاظ ببيانات تسجيل الدخول الخاصة بك على مواقع الويب، ولكن الجانب المظلم لها يرجع لحقيقة استخدامها من قِبل المواقع الإلكترونية لفهم سلوكنا وتتبع نشاطي في الويب من أجل استهدافي بإعلانات المنتجات ذات الصلة بنتائج البحث الخاصة بي.
اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين الراوتر و المودم؟
ملفات تعريف الارتباط أو الــ “Cookies” لا تسمح للشركات الإعلانية بمعرفة مواقع الويب والصفحات التي قمت بزيارتها مسبقاً فحسب، بل هي تسمح لهم أيضاً بمعرفة كيفية تفاعلك معها والمنتجات التي لاقت اهتمامك أثناء زيارتك لها والمصطلحات التي استخدمتها في محرك البحث أثناء محاولة العثور على نتائج مرتبطة بها. هذه المعلومات تصبح بكميات ضخمة جداً تسمح للمعلنين بتكوين فكرة شاملة عن سلوكك ونشاطك وتحديد هواياتك واهتماماتك وتفضيلاتك، وبناءً عليها يتم عرض إعلانات لمنتجات مشابهة.
إحدى التقنيات الأخرى المستخدمة في تتبع سلوك ونشاط المستخدمين هي بصمة المتصفح والمعروفة باسم “Browser Fingerprint” بصمة المتصفح عبارة عن جميع المعلومات التي يجمعها المتصفح عن المستخدم بما في ذلك مواصفات الجهاز المستخدم في التصفح ونوع نظام التشغيل ودقة الشاشة وتخصيصات المتصفح المستخدمة وبعض التفضيلات الأخرى مثل إضافات التصفح Extensions وما إلى ذلك. هذه المعلومات تسمح للشركات إمكانية تتبع نشاطي في الويب بسهولة.
التقنية الأخرى التي يتم استخدامها هي تقنية تعقب عناوين الروابط URL لتحديد كيفية وصولك إلى موقع ويب معين. هذه الطريقة تسمح للمعلنين بمعرفة وفهم تفضيلاتك من خلال الصفحات التي تحاول زيارتها وتفقدها بداخل مواقع الويب. هذه الطريقة ثبتت فعاليتها بشكل كبير في زيادة الحملات الإعلانية الفردية التي تستهدف مجموعة أو فئة محددة من المستخدمين وتحقيق عائدات ربحية ضخمة من خلالها.
كيفية حظر المعلنين من تتبع نشاطك في الويب
ربما تتساءل الآن كيف من الممكن تقييد أو حضر الشركات الإعلانية من تتبع نشاطي في الويب. وفي الواقع هناك بعض السُبل التي يمكن أن تخوضها لتحقيق ذلك. أولاً والأكثر أهمية يكون من خلال حذف ملفات تعريف الارتباط “Cookies” باستمرار. من حسن الحظ أن جميع متصفحات الويب تتيح للمستخدم الحرية الكاملة في مسح ملفات تعريف الارتباط. هذه طريقة رائعة لتقييد وحظ المعلنين من تتبع نشاطي في الويب.
ولكن بالرغم من ذلك، فهي طريقة صعبة وقد لا يفضلها أغلب المستخدمين. وهذا لأن حذف ملفات تعريف الارتباط يعني أيضاً حذف جميع معلومات وبيانات تسجيل الدخول الخاصة بك في المواقع. هذا يعني أنك في كل مرة ستحاول فتح موقع فيسبوك أو تويتر أو جوجل ستضطر على إدخال جميع معلومات تسجيل الدخول الخاصة بك من جديد. طريقة مرهقة للغاية ومضيعة للوقت. ولكن يجب أن تعلم أن أغلب متصفحات الويب تسمح لك باستثناء بعض ملفات تعريف الارتباط مما يتيح لك القدرة على التخلص من الملفات التي تريد حذفها بشكل منفصل.
ومع ذلك، الطريقة الأفضل من حذف ملفات تعريف الارتباط هي استخدام متصفح قادر على حظر ملفات تعريف الارتباط بشكل فردي. هذه النوعية من المتصفحات تتيح لك اختيار ملفات تعريف الارتباط التي تريد الاحتفاظ بها بشكل دائم وتقييد أو حظر جميع الأطراف الثالثة من استخدام ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك. هذه النوعية من المتصفحات مثالية لأنك عن طريقها ستتمكن من تخزين ملفات تعريف الارتباط التي تريد الاحتفاظ بها فقط داخل المتصفح ومنع أي ملفات Cookies أخرى.
بعض المتصفحات الأخرى تسمح لك بالاحتفاظ بملفات تعريف الارتباط لمواقع معينة من اختيارك. مع تطور الوعي التقني لدى المستخدمين، أصبحت أغلب شركات تطوير المتصفحات توفر هذه الإمكانية في منتجاتها وخدماتها، وبنسبة كبيرة جداً ستجد هذه الإمكانية في أغلب المتصفحات الأكثر شهرة واستخداماً مثل جوجل كروم أو فايرفوكس أو مايكروسوفت إيدج.
طريقة أخرى أكثر سهولة لحظر المعلنين من تتبع نشاطي في الويب تكون من خلال استخدام إضافات Extensions قادرة على حظر أو منع المتصفح من جمع بصمة خاصة بالمستخدمين. بما أن بصمة المتصفح أصبحت مصدر أساسي للمعلنين في تتبع نشاط المستخدمين فمن الضروري أن تقوم بحظرها إذا أُتيحت لك الفرصة. أفضل إضافة يمكنك استخدامها لهذا الغرض هي إضافة Privacy Badger والأخبار الجيدة أنها متوافقة مع أغلب المتصفحات الشائعة مثل كروم أو فايرفوكس أو إيدج أو أوبرا.
هل يُمكن لبرامج VPN منع المعلنين من تتبع نشاطي في الويب
برامج الشبكة الافتراضية الخاصة VPNs وسيلة جيدة لإخفاء الهوية عن طريق تشفير حركة المرور وإنشاء عنوان IP وهمي بدلاً من عنوان IP الحقيقي الخاص بك لإخفاء نشاطك ومنع مزود خدمة الإنترنت من معرفة مواقع الويب التي تزورها. ولكن للأسف، لا تستطيع برامج VPN منع المعلنين والشركات الإعلانية من تتبع نشاطك عبر الإنترنت.
من الممكن أن تكون برامج VPNs مفيدة في بعض حالات منع التتبع مثل محاولة شخص ما تتبع نشاطك باستمرار من خلال عنوان IP الخاص بك. ولكنها لا تُقيد الشركات الإعلانية من القدرة على تتبع نشاطك وسلوكك نظراً لأن الشركات الإعلانية لا تعمل بهذه الطريقة من أجل جمع بيانات المستخدمين. بمعنى أن هذه الشركات لا تكترث لعنوان IP الخاص بك الذي تستخدمه من أجل الوصول للمواقع الإلكترونية، وإنما ملفات تعريف الارتباط هي الكنز الذي تسعى وراؤه وتتمنى امتلاكه لأنها سبيلها الوحيد لتتبعك.
الخاتمة
في ختام مقال كيفية حظر الشركات الإعلانية من تتبع نشاطي في الويب يؤسفنا أن نخبركم بأن تقنيات التتبع التي تعتمد عليها الشركات تقنيات قوية جداً ولا يمكن التصدي لها بسهولة. في رأيي الشخصي هي ليست مشكلة كبيرة لأنها تحاول مساعدتك قدر الإمكان وفي نفس الوقت الاستفادة منك.
ولكن في الآونة الأخيرة ازدادت كمية المعلومات التي بدأت مواقع الويب في جمعها عن المستخدمين، وتم اكتشاف الأمر من خلال المعلومات التي يتم تسربها وسرقتها من قِبل لصوص الإنترنت. هذه المعلومات قد تشكل خطراً كبيراً على خصوصية المستخدمين. ولذلك أفضل سلاح يمكنك استخدامه في هذه الحالة هو حذف ملفات تعريف الارتباط وتعديل بصمة المتصفح.
اقرأ أيضاً: تسريع الإنترنت والتخلص من بطء الشبكة بدون برامج
*******************************