قد يكون هذا هو الوقت المناسب للتخلص من الراوتر القديم، أو على الأقل الاستفادة منه في بعض الاستخدامات الأخرى. ولكن مع ازدياد سرعات الإنترنت ودعم العديد من مزودي خدمات الاتصالات إلى باقات الإنترنت الأسرع والتوصل إلى بروتوكولات التشفير الأحدث والأكثر أماناً، أصبحت الترقية إلى افضل راوتر واي فاي حديث بمثابة فكرة سديدة ومنطقية، وضرورية أيضاً.
تركيب راوتر جديد
إذا كنت ما زلت في مقتبل الطريق وتتساءل ما هو أفضل راوتر منزلي بعيد المدى أو ما هو افضل راوتر للالعاب أو حتى ما هي أفضل شركات تصنيع الراوتر، فقد أجبنا بالفعل على جميع هذه الأسئلة في مقالات سابقة. نوصيكم بالعودة لها قبل الترقية القادمة لكم. ولكن إذا كنت قمت بالفعل بشراء الراوتر أو تتساءل ما هي أهم الإجراءات اللازمة لإعداد شبكة الواي فاي بشكل صحيح بعد تركيب راوتر جديد، فهذا هو ما سنتعرف عليه بالتفصيل من خلال هذا المقال.
قد يهمك: ما هو العمر الافتراضي لأجهزة الراوتر
مبدئياً، هنيئاً لك على الجهاز الجديد. نتمنى أن تكون قد وُفقت في اختيارك وحصلت على ما يناسب إمكانياتك المادية. الآن حان الوقت لإعداد الأمور بشكل صحيح بعد تركيب راوتر جديد. لا تقلق، إن عملية الإعداد بعد تركيب راوتر جديد في غاية السهولة. في الواقع، هي لا تختلف كثيراً عن طريقة إعدادك للراوتر القديم. نصيحة قبل أن نبدأ، حاول أن تستنسخ جميع الإجراءات التي قمت بها على الراوتر القديم وتقوم بتنفيذها بالضبط على الراوتر الجديد. ولكن دعونا نوضح نقطة واحدة غاية في الأهمية قبل البدء.
هل قمت بشراء جهاز توجيه أو مودم؟
هذه نقطة في غاية الأهمية. يجب قبل شراء أي جهاز توجيه جديد routers التأكد مما إذا كان هو جهاز راوتر فقط أم مودم. عادةً، الأجهزة التي تتسلمها من مزود خدمة الإنترنت هي أجهزة مودم Modem أي تحتوي على وظائف المودم والراوتر بداخل جهاز واحد. فإذا كنت تريد استبدال الجهاز الذي تسلمته من مزود الخدمة، فيجب أن يكون الجهاز القادم لك هو جهاز مودم راوتر وليس راوتر واي فاي فقط.
أما إذا كنت تمتلك بالفعل جهاز مودم وترغب فقط في توسيع نطاق التغطية في جميع أنحاء منزلك عن طريق الراوتر الجديد، فإن أول خطوة سيتعين عليك القيام بها بعد تركيب راوتر جديد هي إعداد المودم القديم في وضع الجسر Bridge Mode لكي يتوقف مودم مزود الخدمة القديمة عن العمل كجهاز توجيه، ويستمر فقط في تمرير اتصال الإنترنت إلى راوتر الواي فاي الجديد. لاحظ أنك لست مُضطر على وضع المودم القديم في وضع الجسر، ومع ذلك، قد يتسبب المودم في بعض مشاكل التأخر وعدم الاستقرار أثناء ترجمة عناوين الشبكة.
■ أولاً: تحديث تعريف الراوتر
إذا كان جهاز الراوتر الذي قمت بشرائه للتو هو جهاز راوتر حديث بالفعل – أي تم إطلاقه في الأسواق حديثاً، فمن المحتمل أن يكون التعريف المُثبت على الراوتر حديث، ولا يتطلب للضرورة تحديثه. ومع ذلك، لن تخسر شيئاً لتحديث الراوتر يدوياً، لعل وعسى تكون هناك بعض التعريفات البرمجية الضرورية لزيادة أمان الشبكة أو تحسين أداء الواي فاي. أما إذا كان الراوتر الجديد الخاص بك متواجد في الأسواق منذ عدة سنوات، فمن الضروري أن تقوم بتحديث الراوتر نفسك، وبكل تأكيد ستكون هناك تعريفات متاحة من أجلك.
أغلب أجهزة التوجيه قادرة على تحديث نفسها في الخلفية بشكل تلقائي، ولكن سيتعين عليك أولاً تفعيل خاصية التحديث التلقائي، وهو ما سنتحدث عنه في الفقرة التالية. أما بعض أجهزة التوجيه الأخرى تكون غير قادرة على تحديث نفسها، ويتطلب الأمر التدخل اليدوي للتحديث. لذا، ضع في اعتبارك أهمية تحديث التعريف بعد تركيب راوتر جديد مباشرةً بغض النظر عن تاريخ صنعه.
■ ثانياً: تفعيل التحديثات التلقائية للتعريفات
بعض المستخدمين يفضلون الاطلاع على سجلات التغيير الخاصة بكل تعريف على حدة وقراءة التقارير الخاصة بكل تعريف لمعرفة مستجدات الأمور والمشاكل التي تم إصلاحها والأخطاء والثغرات الأمنية التي تم تصحيحها…إلخ. في هذه الحالة، إذا كنت واحداً من هؤلاء، فهذه النصيحة ليست من أجلك.
ولكن إذا كنت مجرد مستخدم عادي ولا تكترث كثيراً لتلك الأمور، فمن المحتمل أن تنسى تحديث الراوتر يدوياً، وتستمر في استخدام تعريفات قديمة عفا عليها الزمن، وستفتقد لميزة تحديثات الأمان التي وفرتها الشركة لإصلاح الثغرات الأمنية. ولذلك، إذا كان الأمر ممكناً بالنسبة لجهازك، فمن الضروري تفعيل خاصية “التحديث التلقائي” أو ” Automatic Updates ” بعد تركيب راوتر جديد لضمان الحصول على جميع التعريفات الجديدة فور طرحها. أما إذا كان الراوتر لا يدعم خاصية التحديث التلقائي، فتذكر دائماً أن تلقي نظرة على خيار “التحديث” أو “Update” من حين لآخر، وليكن كل ثلاثة أشهر.
■ ثالثاً: تعيين كلمة مرور جديدة لحساب الدخول
كلمة مرور حساب الدخول أو المُتعارف عليها باسم Administrator Password هي كلمة المرور التي تمنحك حق الوصول إلى إعدادات الراوتر. عادةً ما تكون مطبوعة على مُلصق الراوتر الخلفي، وفي الغالب تكون مُجرد كلمة مرور عشوائية مثل “Admin” أو يمكنك البحث عنها على الإنترنت لنوع الراوتر الخاص بك. إذا كنت تعيش وحدك في المنزل، أو أنت الشخص الوحيد المسؤول عن ضبط إعدادات الشبكة، فليس من الضروري تغيير كلمة مرور المسؤول. ولكن إذا كان هناك العديد من “هواة التقنية” في المنزل، فمن الأفضل تعيين كلمة مرور جديدة يصعب تخمينها بواسطة أفراد أسرتك حتى لا يتم التلاعب بالإعدادات أثناء غيابك. هذه نصيحة ضرورية بعد تركيب راوتر جديد لضمان استقرار أداء الشبكة.
■ رابعاً: تفعيل بروتوكولات التشفير الأحدث
على الرغم من أن أجهزة الراوتر الحديثة لا تزال متوافقة مع بروتوكولات التشفير القديمة، ولكن هذا لا يعني أنك ما زلت مُضطر على استخدامها فقط لأنك كنت تستخدمها في السابق على الجهاز القديم. أفضل بروتوكولات تشفير الواي فاي التي تم التوصل لها حالياً هي WPA3. ومع ذلك، نوصيكم بالاكتفاء ببروتوكول WPA2 AES خاصة إذا كانت هناك العديد من الأجهزة في منزلك التي لا يُمكنك استبدالها بسهولة أو ليست داعمة للاتصال السلكي عبر كابل الإيثرنت. معيار WPA2 AES لا يزال آمناً ويمكنك الاعتماد عليه وضمان التصدي لأي عمليات أو محاولات اختراق بواسطة المتسللين.
اقرأ أيضاً: ما هو سبب وميض لمبات الراوتر وعدم ثباتها
■ خامساً: تغيير كلمة سر الواي فاي الافتراضية
يتم إطلاق جميع أجهزة الراوتر بكلمات سر عشوائية لشبكة الواي فاي والتي يتم تعيينها على هيئة كلمة سر افتراضية للشبكة. غالباً تكون مطبوعة على ملصق الراوتر أو في كتيب الإرشادات المُرفق لجهاز الراوتر. على الرغم من أن شركات تصنيع الراوتر أصبحت تعير قدر أكبر من الأهمية تجاه كلمات المرور الخاصة بشبكات الواي فاي لكي تبدو عشوائية ولا يُمكن تخمينها.
ولكن سيكون من الأفضل دائماً أن تقوم بتعيين كلمة سر خاصة بك وهذا ما تناولناه بوضوح في مقال هل تكفي كلمة سر شبكة الواي فاي الافتراضية. تعيين كلمة سر جديدة لشبكة WiFi يضمن – على الأقل – عدم قدرة جيرانك على التسلل إلى شبكتك وسرقتها حتى إذا تمكنوا من تحديد نوع الراوتر الخاص بك. وإليك كيفية اختيار أقوى كلمة سر الواي فاي التي يصعب اختراقها بعد تركيب راوتر جديد.
■ سادساً: تعيين مُسمى جديد SSID للشبكة
الميزة الرائعة في أجهزة الشبكة المتداخلة Mesh Network أنها توصيك بضرورية تعيين اسم جديد للشبكة SSID بعد تركيب راوتر جديد. ولكن أجهزة التوجيه التقليدية لا تفعل ذلك. لا داعي للقلق، استخدام SSID الافتراضي أو حتى تعيين واحد جديد ومختلف لن يساعد كثيراً في ردع المهاجمين المخضرمين. لا داعي من إخفاء شبكة الواي فاي لأن الأمر لا يستحق حقاً، ولكننا نعتقد أن تعيين SSID جديد لن يضر في نفس الوقت.
■ سابعاً: تعيين شبكة للضيوف خاصة بهم
لقد نوهنا سابقاً مراراً وتكرارًا لماذا من الضروري تعيين شبكة إنترنت للضيوف خاصة بهم. إنها حيلة ذكية جداً لتجنب أي مشاكل تتعلق بأمان الشبكة الخاصة بك في المستقبل. فعلى سبيل المثال، عند قدوم أياً من أصدقائك لزيارتك، فيمكنك بسهولة مشاركة كلمة سر الواي فاي الخاصة بشبكة الضيوف معهم دون أن تعرض كلمة السر الخاصة بشبكتك المنزلية للكشف عنها.
بهذا الشكل، لن تكون مُضطر على تغيير كلمة سر الواي فاي بين كل حين والآخر، ما قد يترتب عليه إعادة تعيين الشبكة على جميع أجهزتك المنزلية الأخرى للوصول إلى الإنترنت. فإذا كنت تستخدم شبكة الضيف، ونوصيك بضرورة ذلك، فإليك أهم الإعدادات التي تتطلب الضبط يدوياً بعد تركيب راوتر جديد.
■ ثامناً: تعيين خوادم DNS الخاصة
من النادر جداً أن يفكر أي شخص بعد تركيب راوتر جديد في استبدال خوادم DNS الافتراضية. لقد تحدثنا في مرات سابقة عن كيفية تغيير خادم DNS وقدمنا لكم مجموعة من أفضل واسرع خوادم DNS المجانية وشرحنا أيضاً كيفية تغيير خادم DNS على متصفح جوجل كروم. ولذلك أعتقد أننا لسنا في حاجة إلى الحديث عن أهمية الأمر مرة ثانية. فإذا لم تقم بتعيين خادم DNS خاص، فسوف يبدأ جهاز التوجيه في استخدام خوادم DNS الخاصة بمزود الخدمة، والتي عادةً ما تواجه العديد من الأعطال والمشاكل، مما قد يتسبب لك في خوض تجربة مريرة أثناء تصفح الويب، وخاصة في أوقات الذروة والتحميل الزائدة على خوادم الشركة.
التبديل إلى خوادم DNS الخاصة يضمن لك الاستمتاع بمعايير الأمان والخصوصية الأفضل والأداء الأسرع والقدرة على الوصول إلى جميع مواقع الويب. قد لا يكون الأمر هام للغاية، ولكن إذا كان الأمر يعود لي شخصياً لأوصيت به قبل أي شيء بعد تركيب راوتر جديد.
■ تاسعاً: التأكد من تعطيل تقنيات WPS و UPnP
كل من تقنيات Wi-Fi Protected Setup و Universal Plug and Play من التقنيات التي تحاول تسهيل الوصول إلى الإنترنت عبر الراوتر وتكوين اتصالات تلقائية مع الأجهزة القريبة خلال فترات زمنية قصيرة. إنها بالفعل تقنيات مفيدة، ولكن أثبتت العديد من الدراسات كونها محفوفة بالمخاطر وتتسبب في العديد من الثغرات الأمنية. ولهذا السبب قدمنا من قبل شرح طريقة تعطيل WPS في الراوتر للحماية من الاختراق. من حسن الحظ أن أجهزة الراوتر الحديثة لم تعد تتضمن WPS في الإعدادات، ولكن سيتعين عليك التحقق من الأمر وتعطيلها يدوياً إذا كانت قيد التشغيل بشكل افتراضي.
الخاتمة
هل تعلم ما هي الخطوة التالية التي يتعين عليك اتخاذها بعد تركيب راوتر جديد؟ هذه الخطوة هي التخطيط من أجل ترقية الراوتر خلال وقت قريب. نعم، أنت قرأت كلامي صحيحاً. قد تنزعج قليلاً من الأمر، وهو رد فعل طبيعي بالنظر إلى أنك قمت للتو بشراء راوتر جديد. ولكن يجب أن تعلم أن تكنولوجيا الاتصالات لا تتوقف عند حد معين، وفي كل يوم، يتم تطوير العديد من التقنيات الحديثة المثيرة للإعجاب.
لا داعِ من استخدام الراوتر حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة أو يصبح أداء الشبكة ضعيف للغاية وغير مستقر لكي تعلم أنك أصبحت مُضطر على شراء راوتر جديد. يجب عليك مواكبة متطلبات العصر، وهذا عادةً يحدث كل 3 إلى 5 أعوام على أقصى تقدير. الراوتر الجديد يضمن لك الحصول على التعريفات الجديدة والتصحيحات اللازمة لإصلاح الثغرات الأمنية الخطيرة، وهي الميزة التي سيفتقر لها جهازك بعد أعوام قليلة من الآن.
اقرأ المزيد: أخطاء فادحة لا ترتكبها بداخل إعدادات الراوتر الخاص بك
******************************