في ظل التطور المستمر لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أطلقت شركة OpenAI اشتراكًا جديدًا باسم (شات جي بي تي برو) ChatGPT Pro يستهدف المستخدمين الذين يبحثون عن إمكانيات متقدمة وتجربة أكثر قوة ومرونة. يأتي هذا الإعلان استجابةً لاحتياجات السوق المتزايدة للشركات والمؤسسات التي تعتمد بشكل كبير على أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية وإدارة البيانات وتنفيذ مشاريع كبيرة ومعقدة.
يُعتبر هذا الاشتراك خطوة استراتيجية من OpenAI لتعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث يتيح وصولًا موسعًا إلى أحدث نماذجها وأكثرها تطورًا، مع توفير أدوات متقدمة مثل التحليل البياني وتوليد الصور. كما أنه يقدم تجربة متميزة من خلال نافذة سياق أكبر وسرعة في الأداء، مما يجعله خيار مثالي للاستخدام الاحترافي
الاشتراك في ChatGPT Pro بسعر 200 دولار
أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق نظام اشتراك جديد باسم ChatGPT Pro بسعر 200 دولار شهرياً، موجه للمستخدمين المحترفين الذين يحتاجون إلى إمكانيات متقدمة ودعم موسع. يتميز هذا الاشتراك بعدد من المزايا التي تتضمن:
- الوصول الفوري والمستمر إلى نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4 بأعلى جودة، بما في ذلك إصداراته المتطورة مثل GPT-4o.
- نافذة سياق موسعة تصل إلى 128 ألف كلمة، مما يجعل الخدمة مثالية للمشروعات الكبيرة والتحليلات المكثفة.
- أدوات إضافية مثل توليد الصور باستخدام DALL·E، التحليل البياني، وتصفح الإنترنت.
- أولوية الدعم الفني وإدارة الحسابات للمستخدمين.
- حماية البيانات بشكل أكبر، حيث يتم استبعاد بيانات المشتركين من تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي افتراضياً.
- الهدف من هذا الاشتراك هو تلبية احتياجات المؤسسات والشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف، مثل تطوير البرامج، البحث العلمي، أو إدارة البيانات الكبيرة.
يجدر بالذكر أن الخطة المجانية ستظل مُتاحة للجميع مع محدودية الوصول إلى بعض الميزات مقارنة بخطط الاشتراك المدفوعة، مثل ChatGPT Plus بسعر 20 دولار شهرياً.
اقرأ المزيد: ChatGPT search خدمة البحث من OpenAI منافس جوجل
OpenAI والأزمة المالية
في الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير تشير إلى احتمال مواجهة شركة OpenAI تحديات مالية قد تقودها إلى الإفلاس بحلول نهاية عام 2024 إذا لم تتمكن من جذب استثمارات كبيرة إضافية. على الرغم من الدعم الكبير الذي تتلقاه الشركة من مايكروسوفت ومصادر أخرى، فإن التكاليف الهائلة المرتبطة بتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مثل ChatGPT، تشكل عبئًا كبيرًا، وإليك أسباب الأزمة المالية:
- ارتفاع التكاليف التشغيلية: تشير التقديرات إلى أن تكلفة تشغيل شات جي بي تي ChatGPT وحدها تصل إلى حوالي 700,000 دولار يوميًا. كما أن تطوير النماذج المتقدمة مثل GPT-5 يضيف المزيد من التكاليف، في ظل نقص وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) اللازمة للتدريب.
- التنافس الشديد: ظهور منافسين أقوياء مثل Meta (Llama 2) وxAI من إيلون ماسك، إلى جانب تقنيات مفتوحة المصدر، يزيد الضغط على OpenAI للحفاظ على ريادتها في السوق.
- عوائد مالية محدودة: على الرغم من توقعات تحقيق إيرادات تصل إلى مليار دولار في عام 2024، إلا أن الفجوة بين الإيرادات والخسائر المتراكمة التي بلغت 540 مليون دولار في 2023 تجعل الوضع المالي غير مستدام، ولهذا تحاول الشركة من خلال اشتراكات ChatGPT Pro الحصول على المزيد من الدعم المادي.
- انخفاض استخدام المؤسسات: أفادت تقارير بأن الشركات تحظر موظفيها من استخدام ChatGPT لأغراض العمل، مما يقلل من إيرادات اشتراكات API.
باختصار، تعتمد OpenAI بشكل كبير على قدرتها على جذب استثمارات جديدة من بينها الاستثمار في ChatGPT Pro، لا سيما مع استمرارها في تحسين وتوسيع خدماتها. وقد يكون الدعم من مايكروسوفت وغيرها من الشركاء عاملاً حاسمًا في بقائها، لكن استمرار خسائرها الحالية يثير قلق المحللين بشأن استدامتها طويلة الأجل.