مع تطور التقنية والتكنولوجيا، ظهرت الكثير من أنواع الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، ولعل الذكاء الاصطناعي السيادي، هو واحد من الأنواع التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة، فهي من المفاهيم الجديدة التي ظهرت وانتشرت في الكثير من الدول، وتُحاول الدول المُتقدمة التفوق فيها في أن تكون في الصدارة، واليوم عبر موقع عالم الوايرلس واللاسلكي سنتعرف على ماهية الذكاء السيادي وما هي البلدان التي تدعمه؟
ما هو الذكاء الاصطناعي السيادي وما هي مميزاته؟
الذكاء الاصطناعي السيادي (Sovereign AI) هو مفهوم يشير إلى تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن حدود دولة معينة أو كيان محدد بهدف تحقيق استقلالية تقنية وحماية البيانات والسيطرة الكاملة على هذه التقنيات، ويتميز الذكاء الاصطناعي السيادي بالتركيز على الجوانب التالية:
- تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي دون الاعتماد على شركات أو منصات خارجية، خاصة تلك المرتبطة بدول أخرى.
- الاعتماد على بنية تحتية محلية لتخزين ومعالجة البيانات.
- ضمان أن البيانات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وحفظها تبقى داخل حدود الدولة.
- تطبيق سياسات صارمة لحماية الخصوصية ومنع تسريب البيانات الحساسة.
- حماية الأنظمة من التهديدات السيبرانية المحتملة.
- استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الدفاعية والأمنية بطريقة تخدم المصالح الوطنية في البلد أو الدولة التي تريد حدودها في التكنولوجيا وغيرها من المجالات التقنية.
- وضع قوانين محلية تنظم استخدام وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم الوطنية والثقافية.
- تشجيع الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي من خلال دعم البحث العلمي والشركات المحلية.
- استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاقتصاد المحلي.
- الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تعزيز سيادته الرقمية من خلال إنشاء تقنيات ذكاء اصطناعي متوافقة مع قوانينه الخاصة بحماية البيانات (مثل GDPR).
- الصين تطور أنظمة ذكاء اصطناعي خاصة بها، مع تحكم كامل في البنية التحتية واستخدام واسع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأمن والتجارة.
ما هي أهمية الذكاء الاصطناعي السيادي؟
فوائد الذكاء الاصطناعي السيادي كثيرة ومٌتعددة، وإليك أبرز الفوائد وهي كالتالي:
- تقليل الاعتماد على الدول والشركات الأجنبية، وذلك يساعد الدول في التخلص من التبعية للدول الأخرى، وبالتالي استقلالية في اتخاذ القرارات.
- تعزيز الأمن الوطني والسيطرة على البيانات الحساسة، فهذا يُقلل من الاختراق لأنظمة الدولة، وبالتالي الحماية الوطنية والحفاظ على عمل منظومات الدولة بشكل سلس وسهل بعيداً عن التدخل أو الاختراقات.
- تحقيق تقدم تقني واقتصادي مستقل.
- البيانات هي “نفط العصر الحديث”، وتعد مصدرًا حيويًا لتطوير الذكاء الاصطناعي.
- الاستقلالية التكنولوجية: تطوير الذكاء الاصطناعي محليًا يعزز القدرة على مواجهة التحديات التقنية، خصوصًا في ظل الحروب التكنولوجية بين القوى الكبرى، وهذا الأمر يجعل من الدول مُستقلة تقنياً.
- الذكاء الاصطناعي السيادي يُمكن أن يُصمم ليتوافق مع القيم الوطنية والثقافية، مما يقلل من التحديات الاجتماعية أو الأخلاقية المرتبطة باستخدام تقنيات أجنبية.
- الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي السيادي يدعم الابتكار المحلي ويخلق فرص عمل في قطاع التكنولوجيا.
- الدول التي تعتمد على تقنيات أجنبية قد تكون عرضة للقيود التجارية أو حتى الاستهداف المباشر في حال النزاعات، ومثال ذلك أمريكا والصين، فقد فرضت الولايات المُتحدة الأمريكية حظراً على الصين من استخدام (أشباه الموصلات)، وهو الأمر الذي منع الصين من تطوير وصناعة الكثير من الأجهزة الإلكترونية على رأسها الهواتف الذكية، وغيرها من صناعات أخرى.
باختصار، ضرورة استراتيجية في عصر تسيطر فيه البيانات والتقنيات على مسارات التنمية والأمن. امتلاكه يمنح الدول القوة والتحكم اللازمين لضمان مستقبل تقني مستدام وآمن.
اقرأ المزيد: الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مستقبل سوق العمل
ما هي الدول التي تمتلك الذكاء الاصطناعي السيادي؟
عدد قليل من الدول التي تملك ذكاء اصطناعي سيادي بسبب المتطلبات التقنية والاقتصادية العالية اللازمة لتحقيق ذلك، وإليك جدول يوضح الدول التي تمتلك الذكاء الاصطناعي السيادي وأهم مقوماتها:
الدولة | مقومات الذكاء الاصطناعي السيادي |
---|---|
الولايات المتحدة | – شركات رائدة (مثل OpenAI، Google) – قوانين مثل Cloud Act – بنية تحتية قوية للبيانات والمعالجة |
الصين | – تقنيات محلية (مثل Huawei، Alibaba) – قوانين صارمة لحماية البيانات – تطبيقات أمنية متقدمة |
الاتحاد الأوروبي | – مشروع GAIA-X – قوانين حماية البيانات (GDPR) – دعم الشركات المحلية (SAP، Siemens) |
روسيا | – تركيز على الدفاع والأمن – مراكز بيانات محلية – استثمار حكومي في الذكاء الاصطناعي |
الهند | – مبادرات مثل Digital India – قوانين للبيانات المحلية – شركات تقنية محلية (TCS، Infosys) |
إسرائيل (فلسطين المُحتلة) | – ريادة في الأمن السيبراني – دعم الشركات الناشئة – تطبيقات محلية في الدفاع والتكنولوجيا |
كوريا الجنوبية | – شركات متقدمة (مثل Samsung، LG) – بنية تحتية متطورة – تركيز على استقلالية البيانات |
اليابان | – استثمارات في التكنولوجيا المتقدمة – تطوير تطبيقات صناعية وحكومية – دعم الابتكار المحلي |
الإمارات | – استثمارات في الذكاء الاصطناعي – مشاريع مثل استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031 – منصات بيانات محلية |
السعودية | – مشاريع ضخمة (مثل نيوم) – استثمارات في البنية التحتية الرقمية – توجه لبناء تقنيات محلية |
الدول التي تمتلك ذكاء اصطناعي سيادي هي تلك التي نجحت في الجمع بين القدرات التقنية، البنية التحتية الرقمية، والأنظمة القانونية الصارمة، هذا الاتجاه يعكس رغبة الدول في تحقيق استقلالية رقمية وحماية مصالحها الاستراتيجية.
اقرأ المزيد: الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI: ثورة الإبداع الرقمي