إذا كنت اتخذت قرارك بالاشتراك في أي من خدمات VPN المدفوعة فربما وأنك صادفت شيء يسمى أجهزة راوتر VPN أو بالإنجليزية VPN Routers وهذه الأجهزة لا تختلف كثيراً عن أجهزة الراوتر التقليدية ولكن الفرق الوحيد البارز بينها وبين أجهزة الراوتر العادية هو أن أجهزة راوتر VPN توفر ما يُعرف بالشبكة الافتراضي الخاصة لجميع الأجهزة الخاصة بك. بمعنى أنك لست مُضطر على تفعيل VPN بشكل فردي على هاتفك أو على جهاز الكمبيوتر الخاص بك وهذا لأن أجهزة راوتر VPN تحتوي بالفعل على شبكة خاصة افتراضية مدمجة نشيطة طوال الوقت.
ما هي أجهزة راوتر VPN وهل تحتاج إليها؟
ولكن بالرغم من ذلك فمن المعروف أن أجهزة راوتر VPN تعاني من جوانب سلبية كثيرة جداً منها ما قد يتسبب في هبوط سرعة الإنترنت عن السرعة الأساسية ومنها ما قد يتسبب في حظر بعض مواقع الإنترنت ولكن هذا ليس كل شيء، فلا يزال هناك بعض العيوب الأخرى التي قد تجعلك تفضل عدم الاعتماد على أجهزة راوتر VPN.
اقرأ ايضاً: هل تستحق أجهزة توسيع نطاق الواي فاي سمعتها السيئة ؟
جدير بالذكر أن أجهزة راوتر VPN هي لا تزال أجهزة توجيه اعتيادية وتعمل بشكل طبيعي تماماً مثلها مثل أي جهاز راوتر أخر وإذا كنت لا تفضل الاعتماد على الشبكة الخاصة الافتراضية المدمجة بها فلا يزال بإمكانك تعطيلها من إعدادات الراوتر. على كل حال، وحتى لا نسبق الأحداث، دعونا نأخذكم معنا في جولة سريعة نتعرف من خلالها على ما هي أجهزة راوتر VPN ونلقي نظرة فاحصة على مميزاتها وطريقة عملها، وفي نفس الوقت نسلط الضوء على أسوء عيوبها وجوانبها السلبية لكي نساعدكم في اتخاذ القرار المناسب قبل عملية الشراء.
ماذا تعني كلمة VPN ؟
قبل أن نبدأ في التعرف على أجهزة راوتر VPN دعونا نوضح أولاً لمن لا يعلم ما هي شبكات VPN. بادئ ذي بدء، كلمة VPN هي اختصار لعبارة Virtual Private Network والتي تعني باللغة العربية الشبكة الخاصة الافتراضية. في الغالب، عندما تحاول زيارة أي موقع ويب على الإنترنت، فإن البيانات التي تطلبها تكون مرئية لكل من مزود خدمة الإنترنت والموقع الإلكتروني الذي تقصد زيارته، وبهذا الشكل يمكن لكليهما تتبعك وتعقب تحركاتك وفهم أهدافك وطريقة وكيفية استخدامك للموقع وما هي الأقسام التي تزورها وغير ذلك بكثير.
ولكن إذا ما حاولت الاعتماد على شبكة VPN فأنت بهذا الشكل تضيف خطوة إضافية في عملية طلب واستقبال البيانات. فبدلاً من الانتقال من خادم مزود الخدمة إلى خادم الموقع الإلكتروني، سيتم إعادة توجيه اتصالك من خادم مزود خدمة الإنترنت إلى خادم افتراضي أخر يتم إدارته من قِبل مزود خدمة VPN نفسه ثم تحويل اتصالك إلى الموقع الإلكتروني الذي تقصده.
إذن ما هي الفكرة الرئيسية من وراء هذه العملية؟ الفكرة الرئيسية هنا هي إخفاء عنوان IP الحقيقي الخاص بك وتزييفه بعنوان IP وهمي وبهذا الشكل سيعتقد الموقع الإلكتروني الذي تقصده أنك تزوره من مكان مختلف تماماً عن مكانك الحقيقي. الأهم من ذلك هو أن خادم VPN الذي تستخدمه سيقوم بتشفير عملية اتصالك.
وبهذا الشكل سيكون من المستحيل على مزود خدمة الإنترنت معرفة المواقع الإلكترونية التي تزورها أو وقت مكوثك بداخلها أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن بالرغم من ذلك، سيظل مزود الخدمة على علم بأنك تستخدم شبكة خاصة افتراضية ولكنه لن يستطيع معرفة المواقع الإلكترونية التي تزورها. ربما هذا هو السبب الذي يدفع أغلب شركات مزودي خدمات الإنترنت بحظر خدمات VPN في أغلب البلدان العربية.
اقرأ أيضاً: معرفة عنوان IP الراوتر من الكمبيوتر أو الهاتف أو التابلت
وبالتالي إذا كنت تضع الخصوصية على رأس أولوياتك وتريد أن تشعر بقدر أكبر من الخصوصية أثناء تصفح الإنترنت، فمن الأفضل دائماً الاعتماد على الشبكات الخاصة الافتراضية VPN المدعومة في بلدك، وهذا يعني أنك مُضطر على تجربة أكثر من خدمة واحدة قبل الاشتراك في الإصدارات المدفوعة منها. الميزة الأخرى في خدمات VPN أنها تتيح لك قدرة الوصول إلى مواقع الويب المحظورة على منطقتك وتمنحك القدرة على مشاهدة ومتابعة المحتوى المحظور على منطقتك.
إذن يبدو أن كل شيء رائع من وراء استخدام خدمة VPN، فهي تمنحك هوية مزيفة وعنوان IP غير حقيقي بخلاف عنوان IP الفعلي الخاص بك. تتيح لك القدرة على الوصول إلى المواقع الإلكترونية المحظورة في منطقتك. وكذلك تشفير اتصالك بالإنترنت حتى لا تتمكن أي جهة من تتبع تحركاتك على الإنترنت.
من أجل استخدام VPN كل ما عليك فعله هو الاشتراك في أي من الخدمات الشهيرة ثم تثبيت البرنامج الخاص بها على أي من أجهزتك ثم تقوم بتشغيل البرنامج وتنشيط الخدمة وهكذا أصبح اتصالك مشفر وآمن تماماً على الإنترنت. ولكن في كل مرة تحاول فيها الاتصال بالإنترنت من جديد ستحتاج إلى تنشيط الخدمة من جديد. كل شيء رائع حتى الآن، أليس كذلك؟ حسناً، ليس بالضبط، وهذا ما سنتعرف عليه بشكل أوضح في الفقرات القادمة.
ما هي أجهزة راوتر VPN ؟
نأتي إلى النقطة الأكثر أهمية من موضوعنا وهي ماهية أجهزة راوتر VPN. الأمر المُسلم به هو أنك قادر على تثبيت برنامج خدمة VPN على أي من أجهزتك التي تستخدمها من أجل الوصول إلى الإنترنت وهذا بالطبع يشتمل على أجهزة الحواسيب المكتبية مروراً بالحواسيب المحمولة والحواسيب اللوحية وحتى الهواتف الذكية.
الأهم من ذلك هو أن هناك بعض أجهزة راوتر VPN التي تتيح لك القدرة على تثبيت برنامج خدمة الشبكة الخاصة الافتراضية التي ستشترك بها على الراوتر نفسه مما يتيح اتصال آمن ومشفر لجميع أجهزتك الأخرى التي تستخدمها للاتصال بالإنترنت عبر شبكة الواي فاي.
أجهزة التوجيه (الراوترات) التي تدعم إمكانية تثبيت برامج الشبكات الخاصة الافتراضية VPNs يُطلق عليها اسم أجهزة راوتر VPN. يجب أن تضع في اعتبارك أن ليست جميع أجهزة التوجيه تدعم إمكانية تثبيت برنامج VPN على الراوتر، بما في ذلك معظم أجهزة الراوتر التي تستلمها من شركات مزودي خدمات الإنترنت في بلدك.
بمعنى إذا كنت تستخدم الراوتر القياسي الذي تسلمته من مزود خدمة الإنترنت، فتأكد أن هذا الراوتر لا يدعم تثبيت برنامج VPN على الراوتر نفسه. ولذلك، إذا كنت تحتاج إلى أي من أجهزة راوتر VPN ستحتاج أولاً التأكد من أن جهاز الراوتر الذي تفضل شراءه يدعم إمكانية تثبيت وتكوين برنامج VPN على إعدادات الراوتر.
أشهر الشركات المسؤولة عن تقديم خدمات VPN مثل ExpressVPN و NordVPN و iPVanish و SurfShark و VyprVPN حزم برمجيات ثابتة تستهدف العديد من أجهزة التوجيه الداعمة لهذه الإمكانية، وبهذا نقصد أجهزة راوتر VPN تحديداً.
لا داعي للقلق، عملية تثبيت وتكوين برنامج الراوتر الذي يدعم شبكة VPN مدمجة عملية سهلة وغير معقدة، وفي الغالب ستجد العديد من الشروحات والدلائل الإرشادية الموضح بالصور التي تتيح لك القدرة على تثبيت برنامج VPN على الراوتر في دقائق معدودة. ولكن ضع فقط في اعتبارك أن أجهزة راوتر VPN التي تأتي مدمجة ببرنامج VPN مثبت مسبقاً تكون أغلى في السعر من تلك التي تتطلب تثبيت VPN بشكل يدوي بعد الشراء.
في نفس الوقت هناك بعض أجهزة راوتر VPN التي تأتي بما يسمى مُسبقة التفليش التي تحتوي بالفعل على برنامج ثابت محدد يمكن الاستفادة منه من خلال الاشتراك في خدمة VPN محددة. هذه النوعية من أجهزة راوتر VPN هي الأفضل والأكثر شهرة لأنها تزيل من عليك عناء عملية التفليش وتثبيت وتكوين الإعدادات الجديدة بنفسك. ولكن مرة أخرى، هذه الأجهزة غالباً ما تأتي بأسعار مرتفعة مقارنة بأجهزة الراوتر التقليدية.
ما هي الفوائد التي يمكنك تحصيلها من جراء استخدام أجهزة راوتر VPN ؟
تتمثل الفائدة الرئيسية من جراء الاعتماد على أجهزة راوتر VPN هي إنها تعمل دائماً دون أي تدخل يدوي منك. هذا يعني أن جميع أجهزتك المتصلة بالشبكة سواء كانت حواسيب مكتبية أو محمولة أو لوحية أو هواتف ذكية أو حتى أجهزة التلفاز وغير ذلك، ستتمتع باتصال مُشفر وآمن وعنوان IP وهمي دون أن تقوم بتثبيت أي برنامج VPN بشكل يدوي على هذه الأجهزة – هذا طالما كنت تستخدم VPN على الراوتر الخاص بك.
هذه هي بالطبع ميزة رائعة لأنها تضمن لك أن أجهزتك وأجهزة جميع أفراد أسرتك آمنة تماماً ومحمية من خلال عنوان IP وهمي وغير حقيقي، وبالتالي لا يمكن للشركة المزودة لخدمة الإنترنت ولا حتى المواقع الإلكترونية التي يزورونها تتبعهم.
أيضاً هذه ميزة رائعة لأنها تغنيك عن ضرورة تفعيل خدمة VPN بشكل يدوي كلما حاولت الاتصال بالإنترنت، وهي ميزة غاية في الأهمية بالنسبة للعائلات التي تمتلك أطفال صغار قد تنسى تفعيل الخدمة بشكل يدوي. ولكن بعيداً عن الأطفال الصغار، فهي لا تزال ميزة جيدة إذا كنت أنت نفسك تخشى من أن تنسى تنشيطك الخدمة عند الاتصال بالإنترنت.
اقرأ أيضاً: أهم ما ينبغي عليك فعله بعد شراء راوتر جديد
هناك ميزة أخرى رائعة سيقدرها معظم المستخدمين الذين يتضررون من تكاليف الاشتراك المرتفعة في خدمات VPN غالية الثمن وهذا لأنك من خلال جهاز الراوتر تتحايل على قوانين ولوائح أنظمة الدفع والاشتراك في خدمات VPN. فعلى سبيل المثال تمنحك خدمة ExpressVPN خطة اشتراك شهرية بسعر محدد لعدد خمسة أجهزة متصلة بالإنترنت.
وهذا يعني أنه لو كنت تمتلك في منزلك أكثر من خمسة أجهزة فلن تكون قادر على تنشيط خدمة VPN على الأجهزة الإضافية. ولكن من خلال أجهزة راوتر VPN فهي لا تزال بمثابة جهاز واحد فقط على الرغم من أنها ستكون قادرة على حماية وتشفير اتصال أي عدد أخر من الأجهزة المتصلة بشبكة الواي فاي عبر هذا الراوتر
لذا، ضع في اعتبارك أن جهاز الراوتر هو جهاز واحد فقط، ويحسب على كونه جهاز واحد فقط، بغض النظر عن عدد الأجهزة التي ستتصل بشبكة الواي فاي من خلاله. نتمنى أن تكون هذه الجزئية واضحة لكم لأنها غاية في الأهمية لأنها قد تساهم بشكل كبير في توفير مبالغ مالية كبيرة من خلال الاشتراك في خطة دفع رخيصة الثمن داعمة لجهاز واحد فقط.
الجوانب السلبية لاستخدام أجهزة راوتر VPN
الاعتماد على أجهزة راوتر VPN يجلب العديد من المزايا لأنه يضمن لك حماية وخصوصية أي عدد من الأجهزة ستستخدمها في الاتصال بالإنترنت من خلال جهاز الراوتر. ولكن للأسف لكل شيء في هذه الحياة جانب مُظلم، فهذه هي طبيعة الأشياء، والجانب المُظلم من جراء استخدام أجهزة راوتر VPN قاتم جداً لدرجة قد تجعلك تفكر ملياً في الأمر وقد تتخذ قرارك في النهاية بالابتعاد عنها تماماً حتى وإن كان جهاز الراوتر الخاص بك يدعم تثبيت VPN مدمج.
الجانب السلبي الأول من وراء استخدام VPN يعني أنك قد تواجه بطء كبير في سرعة الإنترنت على جميع أجهزتك المتصلة بالإنترنت. هذه هي مشكلة حتمية لابد من التعامل معها طالما اتخذت قرارك بالاعتماد على VPN، سواء كان ذلك من خلال برنامج VPN مستقل بذاته ستقوم بتثبيته على أجهزتك الأخرى، أو حتى من خلال VPN مدمج ستقوم بتثبيته على الراوتر.
هذه مشكلة تواجه جميع المستخدمين، لذلك قد تبدأ في تجربة خدمات أخرى، أو قد تبدأ في الاشتراك في باقة إنترنت عالية السرعة، ولكن ستظل الحقيقة الدائمة كما هي وهي أن خدمات VPN تتسبب في بطء سرعة الإنترنت القصوى. ومع ذلك، يمكنك التحايل على هذه المشكلة من خلال الاتصال بخادم قريب من منطقتك إذا كان الأمر متاحاً.
ولكن أسوأ ما في الأمر أنه من الممكن أن يكون هذا الخادم يعاني من حمل زائد في عدد الاتصالات والأجهزة المتصلة في نفس الوقت، فإذا كانت هذه هي حالتك، فللأسف حظك تعيس للغاية لأنك ستواجه بطء رهيب في الاتصال بالإنترنت. ومع ذلك، هذه ليس المشكلة الوحيدة التي قد تواجهك من جراء الاعتماد على أجهزة راوتر VPN.
إذ أن بعض خدمات البث تحتوي على أدوات وأنظمة رقابة عالية الجودة قادرة على استكشاف المتصلين الذين يحاولون الوصول إلى خدمة البث مع خوادم مزيفة ووهمية وحينها سيتم حظر اتصالك ومنعك من الوصول إلى قائمة المحتوى الكامل المخصص للمناطق الأخرى. إذا كنت تستخدم برنامج VPN مستقل بنفسه على الكمبيوتر كمثال فيمكنك حينها التبديل إلى خادم أخر للتغلب على هذه المشكلة، ولكن إذا كنت تستخدم جهاز راوتر VPN مدمج فلن تتمكن من الهروب.
الغريب أن شركات البث تتعامل بشكل صارم جداً مع مستخدمي شبكات VPN. فمن الممكن أن يكون هناك محتوى مسموح في منطقتك، ولكن بسبب اعتمادك على شبكة VPN قد يتم حظر وصولك إلى هذا المحتوى. ولذلك، يجب أن تكون مستعداً على مواجهة العديد من العقبات إذا اتخذت قرارك النهائي باستخدام أجهزة راوتر VPN.
أخيراً وليس آخراً، فكما ذكرنا سلفاً في الأعلى، فإن أجهزة راوتر VPN غالباً ما تأتي بأسعار باهظة جداً، كما أن عملية الإعداد والتكوين تتطلب القليل من الخبرة واتباع الإرشادات المثبتة في صفحات المواقع الرسمية وقد لا تكون هذه الإرشادات مناسبة أو متوافقة مع جميع إعدادات أجهزة التوجيه المختلفة بسبب واجهات المستخدم المختلفة من كل راوتر. ولكن في النهاية، ستظل فكرة الاعتماد على أجهزة راوتر VPN فكرة رائعة جداً لعدد كبير من المستخدمين الذين يهتمون بأكبر قدر من الخصوصية والأمان.
اقرأ ايضاً: كيف اغير الرقم السري للمودم زين
*****************************