ربما وأنكم لاحظتم أننا عادةً ما نوصي بالاعتماد على الاتصال السلكي عبر كابل الإيثرنت لتفادي العديد من مشكلات الانترنت أو لاستكشاف أخطاء الشبكة وإصلاحها أو حتى من أجل قياس سرعة الإنترنت للحصول على نتائج دقيقة. ولكن هل حقاً الاتصال السلكي أفضل من اللاسلكي؟ وإذا كانت هذه هي الحقيقة، فما هو السبب؟ في هذا التقرير سنوضح لكم أيهما أفضل الانترنت السلكي أم اللاسلكي ولماذا.
الانترنت السلكي أم اللاسلكي
لا يُمكن التفوق على اتصال WiFi عندما يتعلق الأمر بالأجهزة المحمولة. أعني أنك عادةً ما تحتاج إلى اتصال شبكة الواي فاي من أجل الوصول إلى الإنترنت على هاتفك الذكي، حاسوبك اللوحي، أجهزة اللاب توب، والعديد من الأجهزة المحمولة الأخرى. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن اتصال الــ WiFi دائماً هو الحل الأفضل أو الأسرع.
قد يهمك: أشياء لا تخطر على بالك هي السبب في بطء اتصال الواي فاي لديك
عندما يتعلق الأمر بالأداء الأفضل والأسرع، فلا يُمكن التغلب على اتصال الإيثرنت المباشر نظراً لأن الاتصال السلكي هو الأسرع نظرياً وعملياً، ولا يُعاني من مشكلة التداخلات التي تتعرض لها أطياف موجات الاتصالات اللاسلكية عبر الهواء. والأفضل من هذا وذاك، أن الاتصال السلكي يتطلب فترات زمنية أقل بكثير من أوقات الاستجابة التي تتطلبها الاتصالات اللاسلكية.
■ أيهما أسرع: الانترنت السلكي أم اللاسلكي
باستخدام أفضل كابلات الإيثرنت مثل Cat6A تصل سرعة نقل البيانات إلى 10 جيجابت على الثانية. ولكن الشبكة اللاسلكية، حتى أفضل وأحدث شبكة واي فاي بما في ذلك WiFi 6E – وهي أسرع معايير الشبكة اللاسلكية حتى الآن – لا تصل سرعتها إلى بضعة جيجابت على الثانية، ولا يُمكنها الوصول إلى أقصى سرعتها نتيجة العديد من العوامل التي قد تتسبب في تشويش الاتصال.
لذلك تلخيصاً لسؤال الانترنت السلكي أم اللاسلكي وأيهما أسرع، فهو بالتأكيد الانترنت السلكي. يعد اتصال الإيثرنت أقل عرضة للتداخلات، ويتمتع بزمن استجابة أقل بكثير من اتصال الواي فاي. فإذا كانت السرعة الأعلى و استقرار الانترنت من أهم الأولويات، فلا يُمكن التفوق على كابلات الإيثرنت.
■ ما هي سرعة القصوى لكابلات الإيثرنت؟
لتوضيح أيهما أفضل الانترنت السلكي أم اللاسلكي علينا النظر أولاً إلى الأرقام النظرية. يجب أن تعلم في البداية أن اتصال الإيثرنت أسرع من اتصال الواي فاي، ولا يوجد رأيان يختلفان على هذه الحقيقة. ولكن بالرغم من ذلك، فإن اختلافات العالم الحقيقي تكاد تكون غير ملحوظة.
والسبب في ذلك هو التطور الرهيب الذي طال معايير شبكة الواي فاي في السنوات الأخيرة. بفضل معاير WiFi 6 والذي يُطلق عليه أيضاً 802.11ax من الممكن أن تصل سرعة الانترنت اللاسلكي إلى 9.6 جيجابت على الثانية. على الرغم من أنه من الصعب الحصول على هذه السرعة القصوى في استخدامات العالم الحقيقي، إلا أن سرعة الشبكة اللاسلكية أصبحت جيدة بما يكفي للاعتماد عليها في التعامل مع جميع المهام اليومية.
أما إذا كنت ستعتمد على الاتصال السلكي، فيُمكن لأفضل كابلات الإيثرنت (Cat6A) أن تصل معدلات السرعة إلى 10 جيجابت على الثانية. لاحظ أن السرعة القصوى تعتمد بشكل أساسي على نوع كابل الإيثرنت الذي تستخدمه. لذلك، ستحتاج التأكد من استخدام افضل كيبل انترنت للوصول إلى السرعة القصوى التي تعاقدت عليها مع مزود الخدمة. ولكن إذا كنت تستخدم كابل مثل Cat5e، فإن السرعة القصوى لهذا النوع قد تصل إلى 1 جيجابت على الثانية وهي السرعة الثابتة التي ستحصل عليها طوال الوقت، على عكس السرعات الغير مستقرة التي تتعرض لها شبكة الانترنت اللاسلكية.
في معظم الحالات، الأمر لا يهم كثيراً ما إذا كان الانترنت السلكي أم اللاسلكي هو الأفضل، والسبب في ذلك أن البنية التحتية لشبكات الاتصالات في الوطن العربي لا يمكنها الاستفادة حتى الآن من معايير الاتصال فائق السرعة لشبكات الإنترنت. لذلك، في الاستخدام العادي، قد لا تلاحظ فرق كبير بين الانترنت السلكي أم اللاسلكي وهذا لأن شبكة الإنترنت الخاصة بك لا تدعم السرعات القصوى التي يُمكن لمعايير WiFi أو الإيثرنت توفيرها.
وبالتالي، إذا افترضنا أن سرعة الإنترنت لديك أقل بكثير من السرعات القصوى التي تدعمها معاير شبكة الواي فاي الحديثة وكابل الإيثرنت، فلن تلاحظ أي اختلاف ملموس عن طريق التبديل من نوع اتصال إلى آخر. بمعنى إذا افترضنا أن خطة اتصالك لا تدعم سوى 100 ميجابت في الثانية، في هذه الحالة، سواء كنت تستخدم اتصال WiFi أو اتصال إيثرنت، فلن تشعر باي اختلاف فيما بينهما لأن سرعتك مدعومة بشكل جيد من خلال نوعي الاتصال، والتبديل لن يُجدي نفعاً إلا إذا كنت متصل بخطة إنترنت فائقة السرعة تستطيع الاستفادة من السرعات القصوى لنوعي الاتصالات.
ولكن بالرغم من ذلك، لا يزال الاتصال السلكي هو الأفضل في سيناريوهات لا حصر لها. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تريد نقل ملفات كبيرة بين جهازي كمبيوتر داخل منزلك، فسيكون الاتصال بين الجهازين عبر كابل الإيثرنت أفضل كثيراً من الاتصال بينهما عبر شبكة WiFi، وبالتالي لا يجب النظر للأمر من وجهة نظر واحدة، بل يجب التفكير في سرعات الإنترنت التي يُمكن الوصول إليها أجهزة الشبكة المحلية.
وبالتالي إذا كان لديك مجموعة أجهزة كمبيوتر تقوم بالنسخ الاحتياطي على أجهزة NAS الشبكية، فمن المؤكد أن سرعة النسخ الاحتياطي ستكون أسرع بكثير من خلال اتصال الإيثرنت مقارنة بالاتصال اللاسلكي. ومع ذلك، سرعة الإنترنت وحجم النطاق الترددي ليس العامل الوحيد الذي يحدد الأفضلية بين الانترنت السلكي أم اللاسلكي.
اقرأ أيضاً: حل مشكلة انقطاع الواي فاي المتكرر على الكمبيوتر
■ ما هي أهمية الكمون “زمن الوصول” في الاتصال بالإنترنت؟
فهناك عامل آخر أكثر أهمية وهو الكمون أو “Latency” أو ما يُعرف نظرياً باسم “زمن الوصول”. زمن الوصول يُعبر عن الفترة الزمنية التي سوف تستغرقها حركة المرور للانتقال من الجهاز إلى الوجهة الأخرى. عادةً ما يتم الإشارة إلى زمن الوصول بمصطلح “Ping” الشائع في عالم العاب الإنترنت الشبكية. فإذا كنت تمارس العديد من الألعاب الشبكية، فسوف تحتاج إلى أقل نسبة تأخير في زمن الوصول لأنه كلما ازدادت فترة تأخير حركة المرور من جهازك إلى خادم اللعبة، كلما كان لذلك تأثير سلبي جداً على تجربتك وأدائك في اللعبة.
أما إذا كانت طبيعة عملك تتطلب نقل الكثير من الملفات الكبيرة بين أجهزة كمبيوتر مختلفة داخل الشبكة المحلية، فحاول تجربة الاتصال سلكياً ولاسلكياً واختبار السرعة بنفسك. ومن المؤكد أنك ستلاحظ اختلاف رهيب في سرعة نقل الملفات بين أجهزتك على الشبكة المحلية أثناء الاتصال عبر كابل الإيثرنت بصرف النظر عن سرعة الإنترنت الرئيسية للشبكة الخاصة بك.
ولكن على النقيض، زمن الوصول لا يُشكل أهمية كبيرة لبعض المهام الأخرى مثل بث الفيديو عبر الإنترنت أو دفق الموسيقى أو تصفح الويب. ولكن بالنسبة للألعاب، يُمكن أن يكون لزمن الوصول تأثير مباشر على جودة اتصالك. لاختبار الأمر بنفسك، يمكنك إجراء فحص Ping بداخل موجه الأوامر Command Prompt مرة أثناء الاتصال عبر الإيثرنت ومرة أخرى أثناء الاتصال عبر شبكة WiFi. حينها قد تلاحظ اختلاف بسيط في قيمة Ping على كلا الاتصالين. لذا، تلخيصاً للأمر، سيكون هناك تأخير أكبر قليلاً في زمن الوصول أثناء الاتصال عبر WiFi مقارنة باتصال الإيثرنت.
■ التداخل اللاسلكي وجودة الاتصال
إذا كنت تعتقد أن العوامل السابقة هي الوحيدة التي تحدد الانترنت السلكي أم اللاسلكي، فدعني أخبرك بالأكثر أهمية. ببساطة شديدة، دائماً ما يكون الاتصال السلكي أكثر موثوقية من الاتصال اللاسلكي حيث تتعرض موجات شبكة WiFi للكثير من التداخلات، سواء كانت هذه التداخلات قادمة من الأجهزة الكهربائية داخل المنزل أو البنية الأساسية لتخطيط المنزل أو شبكات الواي فاي الخاصة بالجيران. جميع هذه العوامل تتسبب في تشويش إشارة الواي فاي وإضعافها. وبالتالي ستبدأ في المعاناة من مشاكل عديدة من بينها عدم استقرار الإشارة وهبوط سرعة الإنترنت وتأخير أكبر في زمن الوصول.
■ متى يُستحسن الاعتماد على الاتصال السلكي؟
في سياق الحديث عن الأفضل بين الانترنت السلكي أم اللاسلكي، هناك بعض الحالات التي يكون فيها الاتصال السلكي فكرة أفضل بكثير من اتصال WiFi. فمثلاً إذا كان لديك جهاز كمبيوتر ثابت أو خادم إنترنت أو جهاز كونسول، فإن استخدام كابل الإيثرنت سيكون أفضل كثيراً من الاتصال اللاسلكي.
هذا لا يعني أننا معترضين بشدة على اتصال WiFi – بالعكس. يعد اتصال WiFi أكثر راحة وسهولة، وخاصة مع الأجهزة المحمولة. لا يُمكن تصول استخدام هاتف ذكي أو تابلت مع كابل إيثرنت. أيضاً في بعض الحالات الأخرى سيكون من الصعب استخدام كابل الإيثرنت مع أجهزة اللاب توب المحمولة إذا افترضنا أنك تتنقل كثيراً بالجهاز داخل جميع أنحاء المنزل. لذلك، لا يمكننا رفض أو إنكار أهمية الاتصال اللاسلكي. ولكن عندما يتعلق الأمر بالألعاب الشبكية، فإن اتصال الإيثرنت يشكل عاملاً حاسماً في تحسين تجربتك بشكل ملموس.
الخاتمة
أيهما أفضل: الانترنت السلكي أم اللاسلكي ولماذا؟ كقاعدة عامة، الاتصال السلكي أفضل من الاتصال اللاسلكي، ليس بسبب سرعة وحجم النطاق الترددي التي توفرها أفضل وأسرع كابلات الإيثرنت فقط، ولكن بسبب زمن التأخير الأقل “الكمون” وانعدام التداخلات التي تتعرض لها شبكة WiFi طوال الوقت. لهذا السبب، يكون الانترنت السلكي أفضل كثيراً من اللاسلكي، ويمكن الإحساس بأفضلية الاتصال السلكي في عدد كبير من الحالات خاصة أثناء النسخ الاحتياطي إلى أجهزة NAS أو نقل الملفات بين أجهزة كمبيوتر مختلفة داخل الشبكة المحلية أو بالطبع أثناء ممارسة الألعاب.
اقرأ المزيد: نصائح لأجل تحسين سرعة الإنترنت على PS5
********************************