إجراء اختبارات سرعة الانترنت من الحين للآخر أمرًا ضروريًا، خاصة إذا قررت الاشتراك في خطة انترنت أسرع أو شراء جهاز راوتر جديد. ولكن هل تعتبر اختبارات سرعة الانترنت ونتائجها كافية لإخبارك بالحقيقة الكاملة؟ ياله من شيء رائع أن تتأكد من حصولك على سرعة الإنترنت الكاملة للخطة الجديدة التي تعاقدت عليها. ولكن دعني أخبرك لماذا لا يُمكن أن تضع ثقتك العمياء في اختبارات سرعة الانترنت بأي حال من الأحوال.
اختبارات سرعة الانترنت
بغض النظر عن سرعة الانترنت الجيدة التي تحتاج لها في منزلك أو التي يوفرها لك مزود خدمة الإنترنت، فمن الممكن أن لا تكون من بين سعداء الحظ الذين يتمتعون باتصال إنترنت مستقر وثابت على مدار الساعة. لا أحد ينكر فضل مواقع قياس سرعة النت وأهميتها. البعض يذهب لأبعد من ذلك ويستخدم برامج اختبار سرعة الشبكة على الكمبيوتر. عندما تتأكد من حصولك على سرعة الإنترنت الأعلى للخطة الجديدة التي تعاقدت عليها، سوف ستشعر بالراحة لأنك حصلت على الخدمة التي دفعت من أجل الحصول عليها.
ومع ذلك، وبالرغم من اختبارات سرعة الانترنت ونتائجها الرائعة التي تظهر لك في مواقع قياس سرعة النت، إلا أنه من الواضح أنك لست سعيدًا بأداء الانترنت داخل منزلك، على الرغم من أنك قمت بالترقية إلى خطة إنترنت أسرع من المفترض أن تكون كافية لتلبية احتياجاتك من الشبكة.
هذا هو بالضبط نفس السبب الذي يجعلك لا تثق في اختبارات سرعة الانترنت ونتائجها. إنها لا تخبرك مما إذا كنت تعاني من مشكلة عدم استقرار الانترنت أو أسبابها، إنها لا تخبرك ما هي الخدمات أو التطبيقات التي تستنزف النطاق الترددي وتجعلك غير قادر على استخدام الانترنت بشكل طبيعي أثناء العمل، إنها لا تخبرك ما إذا كانت خوادم مزود الخدمة تعاني من ضغط شديد أثناء فترات الذروة ولا تخبرك ما إذا كانت لديك مشكلة ضعف إشارة وسوء تغطية لاسلكية داخل منزلك. ومع ذلك، هذه ليست الأسباب الوحيدة التي تمنعك من الثقة في اختبارات سرعة الانترنت بأي حال من الأحوال. اسمح لي أن أوضح لك الأسباب التي تجعل اختبارات سرعة الانترنت غير مفيدة دائمًا.
■ اختبارات سرعة الانترنت تعمل على قياس السرعة القصوى في الظروف المثالية
اختبارات سرعة الانترنت مثل اختبار سيارة جديدة بواسطة سائق محترف داخل مضمار سباق مغلق. بالتأكيد سوف تحصل على السرعة القصوى التي يُمكن للسيارة اجتيازها. ولكنها لا تخبرك بحقيقة أداء السيارة في الاستخدام اليومي. ولن تستطيع تحديد ما إذا كانت هذه السيارة مريحة أثناء القيادة على مسافات طويلة ولعدة ساعات متواصلة، أو ما إذا كانت هذه السيارة مؤهلة للترحيب بجميع أفراد عائلتك وتوفر لهم الراحة المطلوبة أو تكون مستعدة لنقل جميع أمتعتك أثناء فترات الإجازة والعطلات الصيفية. الفكرة في اختبارات سرعة الانترنت أنها تعمل على قياس مدى سرعة نقل البيانات من النقطة “أ” إلى النقطة “ب”. وهذا هو كل شيء.
■ يتم تحسين اختبارات سرعة الانترنت لتقديم أفضل النتائج
من المؤكد أنك رأيت العديد من الأشخاص الذين يتهمون مواقع قياس سرعة النت بتزوير النتائج، على الرغم من إنها ليست الحقيقة بكل تأكيد. ولكن عندما تقوم مواقع هذه المواقع بإجراء اختبار سرعة النت للأشخاص، فهي تختار أقرب الخوادم الموجودة بداخل أو بالقرب من مدينتهم. يمكنك تجربة الأمر بنفسك على موقع مثل SpeeTest By Ookla الذي يمنحك الاختيار من بين عدة خوادم أو اختيار الخادم الافتراضي تلقائيًا، والذي عادةً ما يكون أقرب نقطة اتصال تربطك بالإنترنت قريبة من منزلك.
أما من الناحية الأخرى، عندما تستخدم الإنترنت بشكل طبيعي في حياتك اليومية، مثل تصفح الويب أو تنزيل لعبة أو فيلم من إحدى المواقع، فهذه الطريقة من الاستخدام معقدة للغاية وليست مباشرةً ومن المحتمل أن تمر على عدة خوادم مختلفة على طول الطريق. يمكنك تشبيه الأمر باستخدامك لخدمة VPN متواضعة أو عدم استخدامك لها. فعند استخدام خدمات VPN أو خوادم DNS الخاصة أو البروكسي، يتم إعادة توجيه اتصالك بالإنترنت عبر خوادم متعددة لتشفير اتصالك، وهو ما يتسبب في تأخير زمن وصول البيانات، لدرجة قد تجعلك غير مؤمن بفكرة VPN أساسًا.
طريقة عمل خوادم VPN شبيهة إلى حد ما بتجربة استخدامك الطبيعي للإنترنت، فمن الممكن أن تواجه عملية نقل البيانات العديد من العوائق على طول الطريق. ولكن عندما تبدأ مواقع قياس سرعة النت في إجراء اختبار للسرعة، فهي تستخدم أقرب خادم بالنسبة لك وتقوم باحتساب المسافة بينك وبينه وبناءً عليه تعطيك نتائج رائعة دائماً. هذا هو السبب الذي يجعل اختبارات سرعة الانترنت غير موثوقة دائماً لأن طبيعة الاختبار ليست حقيقية بنسبة 100% أو تحاكي نفس طريقة استخدامنا للإنترنت في العالم الحقيقي.
اقرأ أيضًا: أفضل طرق قياس سرعة النت الحقيقية بالميجا
■ معظمنا لا يقوم بإجراء اختبار السرعة بشكل صحيح
هناك العديد من الشكاوى التي تتهم مزودي خدمات الإنترنت بعدم توفير سرعة الإنترنت التي تعاقد عليها المستخدمين واكتشفوا هذا بعد أن أجروا اختبارات سرعة الانترنت على إحدى المواقع. في واقع الأمر، من النادر أن يخدعك مزود الانترنت. فإذا قمت بالاشتراك في خطة 200 ميجابت في الثانية، فيجب أن يوفر لك مزود الخدمة سرعة 200 ميجابت في الثانية. إذًا، ما السبب في حصولك على نتيجة 150 أو 170 ميجابت في الثانية، فهل تم النصب عليك؟ قطعًا لا، ولكن الطريقة التي يستخدمها معظم المستخدمين في قياس سرعة النت غالبًا ما تكون غير صحيحة.
معظمنا يقوم باختبار سرعة الانترنت من الهاتف أو اللاب توب من خلال اتصال الواي فاي، وهي بيئة غير مناسبة للاختبار. لقد قدمنا من قبل أهم النصائح قبل اختبار سرعة الانترنت للحصول على نتائج دقيقة، وكان من أهمها ضرورة الاعتماد على الاتصال السلكي “Ethernet Cable” أثناء الاختبار. إنها ليست النصيحة الوحيدة بالطبع. ولذلك، قبل أن تحكم حكم نهائي على سرعتك، يجب أن تهيأ اتصالك للاستعداد على إجراء اختبارات سرعة الانترنت للحصول على نتائج صادقة وأكثر دقة.
■ لن تشعر باختلاف بعد الترقية إلى خطة فائقة السرعة
معظم المستخدمين المتعصبين غالبًا ما يبالغون في حجم مقدار النطاق الترددي الذي يحتاجونه في حياتهم اليومية. قد يعتقد جمهور اللاعبين أن الترقية من خطة 100 ميجابت في الثانية إلى 300 ميجابت أو 500 ميجابت في الثانية ستمنحهم الأفضلية والقدرة على الفوز بالمباريات والجولات التنافسية في الألعاب الشبكية. من ناحية أخرى، قد يظن البعض أن هذه السرعات الفائقة ضرورية للاستمتاع بتدفق محتوى 4K أثناء مشاهدة خدمات بث الفيديو.
ولكن في الحقيقة، جميع الدراسات والاختبارات تؤكد أن معظم الاستخدامات المنزلية لا تحتاج أكثر من 100 ميجابت في الثانية، مع الوضع بالاعتبار أن كل فرد من أفراد الأسرة لا يحتاج أكثر من 25 ميجابت في الثانية بصرف النظر عن طبيعة استخدامه للإنترنت. فعلى سبيل المثال، إذا نظرنا إلى شبكة نتفليكس، فستكتشف أن السرعة المثالية لبث محتوى 4K تكون 25 ميجابت الثانية، وهي نفس السرعة القصوى التي تطلبها معظم خدمات البث الأخرى. ولهذا السبب الترقية من 100 ميجابت أو 150 ميجابت في الثانية إلى 300 أو 500 ميجابت في الثانية سيكون بلا أدنى فائدة.
■ ما الذي تحتاج له بشده للاستمتاع بالإنترنت؟
إذا لم تكن اختبارات سرعة الانترنت بذاك القدر من الأهمية، إذًا، ما الذي يهمك بشكل أكبر؟ حسنًا، من الضروري تحديث الراوتر الخاص بك بصورة منتظمة. أما إذا كانت الشركة المُصنعة توقفت عن طرح أي تحديثات جديدة لجهازك منذ فترة، فقد يكون هذا هو الوقت المناسب للتفكير في التخلص من الراوتر القديم.
تذكر أيضًا أن تقوم بإعادة تشغيل الراوتر من حين لآخر، مرة أو مرتين على الأقل أسبوعًا. فهذه العملية تساعد الراوتر على التخلص أي معلومات عالقة في ذاكرة التخزين المؤقتة قد تمنع تدفق البيانات بشكل صحيح. تأكد أيضًا من توفير تهوية للراوتر ومساحة جيدة للتنفس. فمن المعروف أن أغلب أجهزة الراوتر تتعرض للاختناق في حالات الضغط المكثف، وهو ما قد يؤثر سلبًا على سرعة الإنترنت.
اختيار افضل مكان للراوتر في منزلك وتفادي أجهزة المنزل التي تتسبب في تعطل إشارة الواي فاي سيلعب دور كبير في تحسين جودة شبكتك المنزلية واتصالك بالإنترنت. كما أن التعديل على الهوائيات وضبطها في وضعية مواجهة لأماكن احتياجك لاتصال الانترنت سيساهم بفعالية في تحسين جودة الإشارة اللاسلكية. في النهاية، يجب التبديل إلى الاتصال السلكي كلما سنحت لك الفرصة لأنه مهما كانت جودة جهاز الراوتر وقدرته على تغطية مساحات كبيرة داخل المنزل، إلا أن إشارات الــ WiFi مُعرضة لجميع أشكال التداخلات والتشويش، إذا لم يكن هذا التشويش ناجم عن أجهزة الجيران، فسيكون بسبب أجهزتك الشخصية داخل منزلك.
الخاتمة
بينما تعد اختبارات سرعة الانترنت طريقة رائعة لاختبار الراوتر الجديد أو خطة الاشتراك الجديدة، ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تكون سببًا في عدم حصولك على النتائج التي كنت تتوقعها. هذا لا يعني بالضرورة أن مزود الخدمة خدعك أو أنك تواجه مشكلة في شبكة الانترنت الخاصة بك، ولكن هناك كم لا حصر له من العوامل الظاهرة والكامنة التي تتسبب في عدم حصولك على نتائج كاملة. هذا هو بالضبط السبب الذي يجعلك لا تثق دائمًا في اختبارات سرعة الانترنت.
اقرأ المزيد: سبب مشكلة انقطاع الإنترنت كل بضع دقائق من الراوتر
********************************