مع التطورات العظيمة والمتلاحقة والسريعة وخاصة في في السنوات الأخيرة فقد تطوّرت ايضاً أجهزة توزيع الإنترنت اللاسلكية الراوتر بشكل كبير ومدهش، ويُطلق علي جهاز التوزيع بالراوتر«WIFI Router»، وهو موزّع الإنترنت الموجود في كل مكان حيث نريد فيه الاتصال بالإنترنت وتعرف هذه التقنية باسم واي فاي 5 «WIFI 5»، وهي تقنية ساهمت وبشكل كبير بإجراء نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا خاصة في السنين الاخيرة على صعيد الاتصال اللاسلكي الوايرلس Wireless، اما الان ومع التطور الكبير فيأتي الابديل الاحدث، ما يعرف بتقنية الـ«WIFI 6»، والتي تزيل كل العوائق التي تقف في وجه تقديم جهاز راوتر موزع للإنترنت بأداءً أفضل وسرعة أعلى، مما يسمح ذلك بتواصل كل الأشياء من حولنا عبر الإنترنت، فيما يُعرف بـ«إنترنت الأشياء».
فبماذا تتميز الـ «WIFI 6» عن «WIFI 5»؟
في الجيل السابق أي تقنية الـ«WIFI 5» – كانت سرعة نقل البيانات عبر أجهزة واي فاي الراواتر WIFI Router»، وفي احسن الظروف المثالية تصل إلى 3.5 جيغا بت في الثانية، فيما سرعة الجيل الجديد وأيضاً في الظروف المثالية، قد تصل إلى 9.6 جيغا بت في الثانية، ما يعد نقلة كبيرة في سرعة إرسال البيانات. إلا أنه وعلى ارض الواقع رغم كل السرعة الكبيرة في الاداء التي اصبحت متوفرة ، الا ان ذلك لا يعتبر وحده هو اساس هذه التكنولوجيا الجديدة.
المشكلة الأساسية في الجيل السابق والقديم، تمثلت برداءة وسوء الخدمة خاصة عندما يتصل أكثر من جهاز بالـ«WIFI Router». الراوتر، فلنفترض على سبيل المثال أنّ هناك 10 أشخاصاً يحملون هواتف ذكية موصولة على راوتر «WIFI Router» واحدة، وجميعهم يستخدمون الإنترنت في الوقت نفسه، فبهذه الحالة، يقوم الراوتر بإرسال البيانات إلى كل مستخدم من هؤلاء ولكن كل على حدة، وبهذه الطريقة او الأسلوب وفي الواقع فان الراوتر يقطع الإرسال عن تسعة أشخاص، لأجزاء من الثانية، صحيح أن المستخدم لا يشعر أن الإنترنت قد انقطع عنه، إلا أنه سيشعر برداءة الخدمة بالتأكيد، ويبطء عملية تصفح الإنترنت أو التحميل عبرها. أضافةً إلى ذلك، أن ألعاب الفيديو الحالية والتي باتت تلعب مباشرة عبر الإنترنت، مثل ببجي PUBG وفورت نايت Fortnite ، وغيرها الكثير من الالعاب، بحاجة إلى معدل استجابة سريع «Latency»، وهذا ما يمنح الأفضلية داخل اللعبة للاعب على آخر، اضافة الي خبرته وتمكنه من العب ايضاً من دون شك.
مشكلة أخرى بات يعاني منها المستخدمون ايضاً، وهي كثرة الأجهزة المتصلة بالإنترنت من حولهم، ما يعرف بـ«إنترنت الأشياء» The Internet of things ، حتى بات كل مستخدم لديه اكثر من 3 إو 5 أجهزة متصلة بالراوتر «WIFI Router» وبنفس الوقت.
ميزات تقنية الـ WIFI 6
تؤمن تقنية الـ«WIFI 6» حلولاً جدية لكل ما سبق وذكر، بداية فهي تسمح بأكبر عدد ممكن من المستخدمين للاتصال بها سوياً، من دون أي تباطؤ في الخدمة، كما أنه وخلافاً للتقنية القديمة، تؤمن الـ«WIFI 6» خدمة اتصال متزامنة في الوقت نفسه لجميع المستخدمين من دون الحاجة إلى إيقاف الخدمة عن أحد من المشتركين في نفس الاتصال اللاسلكي الوايرلس Wireless.
بما أن جميع المستخدمين المتصلين بالـ WIFI ينالون حصصهم من الإنترنت بشكل متساوي وبأداء سريع، ودون تقطع، فإن مشكلة معدل الاستجابة «Latency»، والذي يعاني منها تحديداً مستخدمو ألعاب الفيديو، ستزول بالطبع.
وفي الاخير، تقدم أجهزة الـ«WIFI Router 6»، مساحة في تغطية أكبر بكثير مما يسبقها من تقنيات، وهو ما يعطي لجميع الأجهزة ضمن نطاقها ، قوة في الإرسال متفوقة ومتميزة.
كيف تُستخدم الـ«WIFI 6»
في الواقع، معظم أجهزتنا الحالية، لا تدعم التقنية الجديدة لـ «WIFI Router 6»، وحتى لو اننا قمنا بشراء جهاز جديد يدعم هذه التكنولوجيا، فان ذلك غير كافي لاننا بحاجة إلى هواتف جديدة مصنوعة بشكل يعتمد ويدعم تلك الخدمة ايضاً، أما بالنسبة إلى الحواسيب المحمولة “لاب توب” أو سطح المكتب، “ديسكتوب”، اصبح يتوفر لها رقاقات على شكل «USB» تسمح لتلك الأجهزة بالتواصل مع أجهزة الـ«WIFI Router 6» وبشكل سلس.
واخيرا بلا شك مستقبلاً ومع التقدم والتطور وتحديث اجهزتنا سوف تكون تقنية WIFI 6 هي السائدة لتحل بالكامل مكان التقنية القديمة WIFI 5، وبالتالي سوف تقوم الشركات الكبرى بانتاج اجهزتها الجديدة بناءً على دعم التقنيات الاحدث في عالم التكنولوجيا الواسع.
********************************