هل تستحق أجهزة توسيع نطاق الواي فاي سمعتها السيئة؟ الأمر محير نوعاً ما ويتوقف بناءً على عوامل كثيرة. إذا حاولت أن تسأل أي شخص عن رأيه في أجهزة توسيع نطاق الواي فاي، فغالباً ما قد تحصل منه على آراء سلبية للغاية وقد ينصحك هذا الشخص بضرورة الابتعاد عنها وتجنبها. بالفعل، أجهزة توسيع نطاق الواي فاي تتمتع بسمعة سيئة في المجتمع التقني، وهناك أسباب عديدة لذلك.
هل تستحق أجهزة توسيع نطاق الواي فاي سمعتها السيئة؟
ولكن هل هذا يعني أنها أجهزة عديمة الفائدة بالفعل؟ وإذا كانت هذه هي الحقيقة، فلماذا تحصل العديد من أجهزة توسيع نطاق الواي فاي على كم هائل من المراجعات الإيجابية على مواقع البيع الإلكترونية؟ في الواقع، موسعات نطاق الواي فاي لا تتمتع بسمعة سيئة على مستوى العالم، وإنما تتفاوت الآراء بشأنها على نطاق واسع.
اقرأ أيضاً: هل تحتاج إلى موسع نطاق واي فاي WiFi Extender في منزلك؟
بالطبع هناك العديد من الأشخاص الذين كانت لديهم تجربة سلبية مع أجهزة توسيع نطاق الواي فاي الخاصة بهم، وإذا سألتهم عن رأيهم فسوف يجعلوك تشعر بالندم إذا كنت تسرعت وقمت بشراء إحدى هذه الأجهزة. من ناحية أخرى، إذا ذهبت لقراءة مراجعات إحدى أجهزة توسيع نطاق الواي فاي طيبة السمعة على موقع أمازون، فسوف تُفاجأ من مقدار المراجعات الإيجابية والأشياء الرائعة التي ستسمعها عنها من مستخدمي هذه الأجهزة. في الواقع هناك بعض الأجهزة التي حصلت على ما لا يقل عن 100.000 تقييم مما يعني أن هذه الأجهزة مطلوبة بالفعل ومستخدمة ولديها قاعدة مستخدمين ضخمة.
لماذا تتمتع أجهزة توسيع نطاق الواي فاي بسمعة سيئة؟
إذن، ما الذي يجعلها سيئة لهذه الدرجة؟ سوف أخبركم السبب اختصار شديد جداً وهو أن هناك بعض المستخدمين الذين يعتقدون أن هذه الأجهزة قد تحل محل الراوتر نفسه. بمعنى أخر، تخيل أنك جرحت أي منطقة في جسمك دون قصد، بالتأكيد سوف تُرحب بأي شخص قريب منك يمتلك ضُمادة أو علبة إسعافات أولية.
ولكن ماذا لو كان الجرح عميق جداً، بالتأكيد الضمادة أو علبة الإسعافات الأولية لن تفي بالغرض، أليس كذلك؟ حسناً، الأمر ذاته يحدث مع أجهزة توسيع نطاق الواي فاي. فهي بمثابة أدوات مساعدة ولكن من سخرية القدر أنها من الممكن أن تسيء الأمور أكثر مما عليها وتزيد من الطين بلة. في هذا التقرير سوف نخبركم لماذا تتمتع أجهزة توسيع نطاق الواي فاي بسمعة سيئة.
1- أجهزة توسيع نطاق الواي فاي تحد من عرض وسرعة النطاق الترددي
دعونا فقط نوضح نقطة غاية في الأهمية وهي أن أجهزة توسيع نطاق الواي فاي لن تحد من عرض النطاق الترددي الذي يدعمه الراوتر الخاص بك. بمعنى أنه إذا قمت بتوصيل أي جهاز لديك بشبكة الإنترنت عبر الراوتر نفسه فسوف تحصل على سرعة وعرض النطاق الترددي بالكامل. ولكن إذا حاولت توصيل هذا الجهاز عبر موزع نطاق الواي فاي، فسوف تكتشف أنك لن تحصل على السرعة الكاملة، والأمر يسوء جداً إذا ما حاولت توصيل عدد كبير من الأجهزة على موزع نطاق الواي فاي، بمعنى أخر، الحمل الإضافي لن يكون موضع ترحيب من قِبل موزع نطاق الواي فاي.
أعتقد أن الأمر منطقي للغاية لأنك حينما تقوم بتوصيل أي جهاز بموزع نطاق الواي فاي فحينها سيبدأ موسع نطاق الواي فاي في طلب البيانات من الراوتر أولاً، ثم يقوم موزع نطاق الواي فاي بتمرير هذه البيانات إلى جهازك، وبالتالي فإن أجهزة توسيع نطاق الواي فاي تعمل في اتجاهين وليس اتجاه واحد عكس الراوتر – فهي تطلب البيانات من المصدر الرئيسي ثم تقوم بتوزيعه في الاتجاه المعاكس.
بالتأكيد هذه العملية ستحد أو ستتسبب في تقييد عرض النطاق الترددي، مما يؤثر على سرعة الإنترنت. إذا كانت استخداماتك بسيطة للغاية، مثل التصفح على سبيل المثال، فقد لا تلاحظ أي اختلاف بين الموزع والراوتر عندما يتعلق الأمر بسرعة الإنترنت، ولكن إذا كنت تستخدم بعض التطبيقات الثقيلة أو تحاول ممارسة بعض الألعاب الشبكية، فبكل تأكيد أجهزة توسيع نطاق الواي فاي ليست المصدر المناسب للاستخدام في هذه السيناريوهات.
للتغلب على هذه المشكلة، يتم تصنيع بعض أجهزة توسيع نطاق الواي فاي بإعداد مزدوج النطاق أو حتى إعداد ثلاثي الموجات، وبالفعل هذه التكنولوجيا تسمح له بتمرير عرض النطاق الترددي بالكامل، ولكن هذه النوعية من الأجهزة غالية الثمن للغاية. أما بالنسبة لأجهزة توسيع نطاق الواي فاي التقليدية، فهي لا تتمتع بهذه التقنيات، ومن هنا تظهر المشاكل مع غالبية المستخدمين.
فعلى سبيل المثال إذا افترضنا أنك تمتلك راوتر يدعم نطاق WiFI 6 ولكن موزع نطاق الواي فاي الخاص بك لا يدعم سوى نطاق WiF 5 فحينها بكل تأكيد لن تحصل على عرض النطاق الترددي بالكامل على أي من أجهزتك المتصلة بالموزع.
2- أجهزة توسيع نطاق الواي فاي تتسبب في حدوث لاج وتأخير
الأمر الأسوأ من ذلك هو أن أجهزة توسيع نطاق الواي فاي لا تتسبب في تقييد عرض النطاق الترددي فحسب، وإنما هي تسبب أيضاً في تأخير زمن الاستجابة. قد لا يكون الأمر ذو أهمية كبيرة بالنسبة لعدد كبير من التطبيقات. ولكن بالنسبة لبعض الحالات الأخرى فقد يكون للأمر أهمية كبيرة، مثل بث فيلم على خدمة Netflix أو عند مشاهدة مقطع فيديو على يوتيوب.
اقرأ أيضاً: أهم النصائح لأجل تقوية إشارة الواي فاي في المنزل
ومع ذلك هي لن تكون مشكلة كبيرة. ولكن بالنسبة لبعض الاستخدامات الأخرى مثل ممارسة الألعاب الشبكية، حينها سيؤثر التأخير بشكل ملحوظ جداً على تجربتك وحينها ستتأكد أن أجهزة توسيع نطاق الواي فاي غير جديرة بالاستخدامات المتقدمة التي تتطلب زمن انتقال فوري للبيانات.
3- تتسبب هذه الأجهزة في حدوث تداخلات
هل تعلم أن إضافة موسع نطاق واي فاي في منزلك سيضيف المزيد من التشويش والضوضاء؟ فعلى سبيل المثال، كان لديك أولاً جهاز الراوتر فقط، ولكن الآن أصبح لديك جهاز الراوتر وجهاز توسيع نطاق الواي فاي، هذه الأجهزة ستخلق نوعاً ما من الازدحام الإضافي وقد يكون لها تأثير سلبي على جودة اتصالك بالإنترنت سواء عبر الراوتر نفسه أو حتى من خلال جهاز التوسيع.
4- هذه الأجهزة ضعيفة ولن تتحمل عدد كبير من الأجهزة المتصلة
لحسن الحظ هناك العديد من أجهزة توسيع نطاق الواي فاي الرخيصة للغاية، ولكن حينها يجب أن تسأل نفسك سؤال واحد وهو: “ما هو عدد الأجهزة التي يُمكن لهذا الجهاز استيعابه؟” والإجابة هي أنها ضعيفة للغاية. للأسف أغلب أجهزة توزيع نطاق الواي فاي ضعيفة جداً ولن تتحمل كم هائل من عدد الأجهزة التي يمكنك توصيلها بالإنترنت عبر جهاز التوسيع.
بعض شركات التصنيع تخبرك بأن جهاز التوزيع قادر على استيعاب ما يصل إلى 25 جهاز أو حتى ما يصل على 50 جهاز، ولكن على أرض الواقع هذه هي ليست الحقيقة. وبالرغم من ذلك، فأنت تدفع في المقابل ثمن هذه القوة الإضافية التي لن تحصل عليها على أرض الواقع في الاستخدام العملي. أما عند النظر إلى أجهزة الراوتر الحديثة، فهي قادرة على استيعاب أكثر من 100 جهز متصل بالإنترنت.
في الختام
إذن في النهاية، هل حقاً أجهزة توسيع نطاق الواي فاي أجهزة عديمة الفائدة؟ الإجابة هي ليس بالضبط. الأمر متوقف بناءً على عدة عوامل من بينها نوع وجودة جهاز توسيع النطاق وتكلفته المادية وقدرته وطبيعة عمله وعدد الأجهزة التي تنوي توصيلها به ومكان تواجده وقربه من المصدر الرئيسية (الراوتر) ونوع وشكل استخداماتك ومتطلبات احتياجاتك.
في بعض الأحيان قد تكون سعيد جداً بالتجربة التي يوفرها لك جهاز توسيع النطاق نظراً لأن استخداماتك الحالية لا تتطلب المزيد من النطاق الترددي أو لا تتأثر بتأخير زمن انتقال البيانات أو التداخلات والتشويش الذي يتسبب فيه جهاز التوسيع. ولكن في بعض الحالات الأخرى قد تندم على تجربتك وتتمنى لو أنك قمت بشراء شبكة ميش نيتورك بدلاً منه.
اقرأ أيضاً: أفضل مقوي إشارة واي فاي للمنزل 2022
**********************************